أحمد الفراج

انحصر السباق لترشيح الحزب الديمقراطي بين اثنين فقط، هما نائب الرئيس أوباما وعضو مجلس الشيوخ السابق، جوزيف بايدن، وعضو مجلس الشيوخ الحالي، برني ساندرز، بعد أن تأجّل حلم رئاسة سيدة للولايات المتحدة، وهو الحلم الذي استعصى منذ زمن طويل، وكان الجميع على يقين بأن هيلاري كلينتون ستحصد هذا الشرف، خصوصاً وقد سبق ذلك حدوث معجزة فوز أول رئيس من أصول إفريقية، باراك أوباما، وهو ما كان في نظر معظم المعلّقين أصعب من فوز سيدة، لأن الأمريكيين من أصول إفريقية لم يحصلوا على حقوقهم كاملة إلا قبل نصف قرن فقط. هذا، ولكن هيلاري لم تكن على قدر التحدي، وخصوصاً أنها كانت في مواجهة مرشح جمهوري لا يملك أي خبرة سياسية، أي دونالد ترمب، ولم يقصر الإعلام أبداً، فقد كشف كثيراً من أسرار ترمب وفضائحه، وروَّج لهيلاري بشكل مكثّف، ولكنها فشلت في نهاية المطاف.

هيلاري كلينتون ليست سيئة، فقد كانت السيدة الأولى لأمريكا لمدة 8 سنوات، وكان زوجها الرئيس، بيل كلينتون، واحداً من أفضل الرؤساء، إذ شهدت فترة رئاسته ازدهاراً اقتصادياً، كما أنه كان ذا كاريزما لافتة، وبعد خروجها من البيت الأبيض، فازت بمقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك الضخمة، ثم عملت وزيرة للخارجية في الفترة الأولى من رئاسة أوباما، ولكنها رغم كل هذا التاريخ لم تتمكَّن من كسب أصوات كثير من السيدات، رغم أن المتوقّع هو أن معظم السيدات سيصوتن لمرشحة، وهذه المشكلة توقف عندها كثير من المعلّقين، وتؤكّد بعض التقارير أن مشكلة هيلاري لم تكن في تأهيلها، فهي تملك خبرة سياسية طويلة، بل في عدم قدرتها على التواصل الفعَّال مع الناخبين، إذ تبدو لهم وكأنها تعيش في عالم غير العالم الذي يعيشون فيه، ولهيلاري تصريحات تدعم هذه الفرضية، فالناخب

يريد مرشحاً يشعره أنه يعيش معه همومه وتطلعاته، وهذا ما افتقدته هيلاري، وفقدت معه فرصة دخول التاريخ كأول سيدة تحكم أمريكا، ومن خلال متابعاتي، أظن أن جوزيف بايدن، المرشح الأقرب لمواجهة ترمب، يعاني من ذات المشكلة، وبالتالي فإنه قد يلاقي بسببها مصير هيلاري!