برز في عام 1590 مصطلح لغوي ضد كاهن انكليزي، يدعى Holland Henry نتيجة نشر رأي حول السحر والشعوذة witchcraft، وهو Lip Service؛ أي ما يعني تبسيطاً للمقصود الإنسان الذي بلع لسانه امام أفعاله الشاذة وسلوكياته المريضة اجتماعياً ونفسياً، في حين يدعي الحكمة والمعرفة علماً وثقافةً. مع الفارق الزمني الكبير بين ذاك الزمان واليوم، لدينا أمثلة على من هم أكثر انحطاطاً في حياتهم الشخصية والمهنية..

يمتهنون فنون النفاق والكذب تحت مظلات بحثية وتعليمية، للتستّر برايات الاصلاح وشعارات وطنية، في حين يكون صاحب هذه الادعاءات، كاذباً في تغريداته ومحاضراته.. مخموراً ومتسكّعاً ومتسوّلاً ليلا ونهاراً خارج الكويت، في حين يستبدل جلده كالأفاعي محلياً، كما يحدث في الافلام السينمائية المستوحاة من قصص واقعية.

لدينا من يطلق العنان لنفسه لإخفاء واقع الذات المريضة عبر أدوار #تطوعية_تعليمية_بحثية_جديدة، وهو الأقرب لأدغال الاوساخ والاتساخ.. يدعي انه عالم في الاجتماع والسياسة والتعليم، بينما الحقيقة انه بارع في الكذب والغدر والنكران. هناك طارئون وانتهازيون في هذا الوسط.. يتشدقون في مجالس حديثة المنشأ عن نزاهتهم، وهم في الوحل يرقدون.. يوزعون صورهم في المنتديات والمؤتمرات ويخفون ملامحهم في اروقة المحاكم.. يتحدثون عن الفضيلة وهم من المتفوقين بالاحتيال والغدر والتزوير! بارعون في صناعة دموع التماسيح، من أجل التسوّل المادي والنهوض من تحت الانقاض؛ ففي المجتمعات عموماً هناك منافقون للسلطة، وهي ليست ظاهرة حديثة. لكن هناك من يستمرئ التذاكي إعلامياً.. مدعياً في الوقت ذاته انه نزيه من دون أدنى شعور بالحياء أمام من يعرف تاريخهم الملوث بالتعدي على المال العام والتزوير بأوراق رسمية في وسط اكاديمي وثقافي دولي! يدعون الحكمة ويتهمون الآخرين بالمرض في التدمير، وهم محترفون في الخيانة والتلون والافتراء والانقلاب على أقرب الناس، فالغاية المتسخة ببيع الضمير والذمة تأتي في جل الاولويات الشريرة. مثل هؤلاء كثر يعيشون حولنا، لكن هناك العدد نفسه من بسطاء وسذج في التفكير والتدبير ممن لا يبذلون عناء التقصّي عن الماضي ومعرفة الحقيقة المخفية عن حياة الافاعي البشرية الكويتية، التي عبرت القارات! من سخرية الغدر أن هناك من يدعي النزاهة والتباكي على الوطن والتذاكي بالوقت ذاته على الضمائر الوطنية، في حين الواقع يؤكد العكس تماماً.

تهدف هذه المقدمة الطويلة الى التأكيد على اعتزازي وفخري بنشر مقالي عن الراحل د.أحمد بشارة في ذكرى وفاته هذا العام بعنوان «د.أحمد بشارة.. فقيد العلم والسياسة»، فقد رويت بصدق وأمانة تفاصيل رحلة الغدر التي كنت شاهداً عليها.. فشتان بين شهامة وفروسية د.احمد بشارة، وذليل المادة ورمز الغدر، الذي يعيش على اغتيال الحقيقة!

فبقدر استياء المعني بالمقال مضموناً وهدفاً، تغمرني البهجة بكل حرف سطرته، ولن أتردد يوماً عن البوح علناً باسم وتفاصيل حياة من امتهن الغدر، حتى لو استلزم الامر نشر إعلان مدفوع الاجر محلياً وخارجياً. لعل هذه الرسالة تكشف لمن اولى الثقة لمن لا يستحقها؛ فالتخفّي وراء ألقاب ونوافذ جديدة لن يوقف سيل اللعنات، وحقيقة قصة #الهروب_الكبير من أميركا.

#الحقيقة_لا_تترمل.