ويمضي «كوفيد - 19» كما جاء لغيبٍ غير مُدرك..

وإن بقي مندساً كالمخادع, والسارق, والمتربص ذي المكائد!!..

ويبقى السؤال: أوَ كان مرسولاً لمزيد من امتحان صبر البشر, ومقدَّراتهم, وقدراتهم؟..

أو هو واحد من صناعة كيد الإنسان للإنسان رغبة في مزيدٍ من سطوة, وطمعاً في هيمنة على سعة, وتمكناً من رغبات في غفلة, ووسيلة لاكتساب مشاع!؟..

لكنه الآن يلملم زوَّادته, يلوَّح بالرحيل..

ولا يزال غامضاً كسارق الليل, مختبئاً في غيهب ضعف الإنسان الذي يتعامى عنه,

وجهله الذي يكابر في حقيقته!!..

إذ ما أوتي الإنسان من علم, ففوقه عليم لن يرقى إلى قدرته ولا إلى قدراته, ولا إلى علمه..

يعلم سرَّ هذا الذي استعمر أجساد البشر, وحط بينهم, ونزل بمواطن أنفاسهم, وأعماق لحظاتهم, وقلب عليهم ظهر مجنّ راحتهم, وهدوء بال مسارهم, وطمأنينة خطاهم حيث يمارسون معاشهم واتجاهاتهم..

غيّر مساراتهم, ضيَّق مسافاتهم, قيَّد حريتهم..

أضعف نهمهم للشراء, والاستهلاك, والرفاه, والزيادات..!!..

قرَّبهم من أنفسهم..

فتح نوافذها إلى مكنونهم, وظاهرهم..!

عرَّفهم صغائر كانوا في غفلة عنها في عاداتهم, وسلوكهم..

مكَّنهم من حقائق كانوا في غفلة عنها؛

ما الناقص والفائض؟!..

ما الضرورة والاستغناء؟!..

ما الإسراف والاعتدال؟!..

أيقظ سبات المشاعر؛ غياب القريب, ومحضن الرفيق, ضحكة الوليد, وبُعد الصديق,

واتساع المسافات بين الجار والجار, ووحشة العزلة في الدار..

أيمكن أن يكون «كوفيد - 19» بحدَّته, وقسوته, بخسائره, وتكاليفه, بآثاره, وذيوله, بدموع أهدرها, وجيوب فرَّغها, ونفوس أهلعها..

بالخوف منه, والحذر عنه, والترقب القلق الذي بعثه, والخوف المرعب الذي نفثه قد حلَّ ليقلب موجة مفاهيم, ويغير اتجاه بوصلات!؟...

الأكيد أن ليس الفرد وحده من سيجيب عن هذه الأسئلة, بل ستأتي نتائج ما ستؤول إليه المجتمعات البشرية من وجه آخر للحياة بالإجابات عنها..