بشكل واضح تستميت (قطر) في مفاوضات عقد (المصالحة) مع دول التحالف الرباعي المقاطعة لها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من أجل فتح أجواء هذه الدول لتحليق الطائرات القطرية المدنية والعسكرية في سماء هذه الدول، حتى تستجيب (الدوحة) للدعوة الأمريكية لها بوقف تسديد ملايين الدولارات سنويا للنظام الإيراني مقابل سماح إيران للطائرات القطرية باستخدام أجوائها في رحلاتها الدولية، وهذه مجرد حجة قطرية لكي تدفع (واشنطن) إلى ممارسة ضغوط أكبر ضد دول التحالف الرباعي المقاطعة لقطر، وفتح أجوائها للطائرات القطرية، بينما الحقيقة أن ملايين الدولارات القطرية يمكن أن تصل إلى ايران عبر قنوات سرية أخرى وعبر منظمات (خيرية مشبوهة)، أو دعم جماعات متطرفة موالية لإيران مثل الحوثيين في اليمن من دون أي مبرر لرسوم (استخدام الأجواء الإيرانية لرحلات الطيران القطري).

إذن قطر لديها رغبة كبيرة في موافقة السعودية على فتح أجوائها لرحلاتها الجوية القطرية.. وإذا ما حصلت على ذلك من السعودية، فسوف توقع وثيقة (المصالحة المبهمة) مع التحالف الرباعي لكي تطالب الإمارات والبحرين ومصر هي الأخرى بفتح أجوائها للطائرات القطرية.. وهي أمور وإجراءات تحدث بشكل طبيعي بين دول تتشارك العلاقات الدبلوماسية حين يتم توقيع المصالحة مع قطر، لكن ما يجب أن تعرفه كل هذه الدول في التحالف الرباعي أن قطر (حتى قبل المقاطعة الدبلوماسية) كانت تمنع الطائرات البحرينية من العبور في أجوائها القطرية، مما يضطر الطيران البحريني إلى التحليق شمالاً بعيداً عن اليابسة القطرية!

فهل ستواصل قطر تطبيق ذلك على الطيران البحريني حتى بعد المصالحة؟

لا نريد أن نكون متشائمين في موضوع المصالحة القطرية، وبصدق نحن نتمناها أن تحدث حبا في الشعب القطري الذي يربطه نسيج اجتماعي وعائلي كبير مع الشعب البحريني قائم على المحبة والتواصل والعلاقات الأسرية القديمة.. لكن بجد إذا كان النظام القطري لا يعترف حتى الآن بحقوق مملكة البحريني في السيادة على مياهها في البحر، ويمارس الاستفزاز والابتزاز واعتراض السفن البحرينية في مياه البحرين، فهل سيقبل أن تعبر الطائرات البحرينية المدنية الأجواء القطرية بعد المصالحة؟

باختصار.. قطر تريد أن تأخذ دائما من الآخرين ولا تعطي، وخصوصاً معنا نحن في البحرين.. تريد أن تأخذ الأجواء والبحار والجزر البحرينية من دون أن تعطينا الحق في استخدام أجوائها وبحرها!