نشر العم فهد عبدالرحمن المعجل مؤخراً مقالاً تناقلته معظم الصحف الكويتية على أيام متتالية، وهو خروج عن القواعد المهنية، فالصحف لا تكرر ما سبق نشره في صحيفة أخرى، فقد فرض هدف ومضمون مقال «الكويت.. أنشودة السلام» نفسه، من حيث الأهمية السياسية، محققاً صدى واسعاً في الكويت وخارجها أيضاً.

لقد وثّق العم فهد المعجل اعتزازه وفخره كمواطن كويتي وخليجي وعربي في آن واحد بانفراج الأزمة الخليجية، التي تُوجت في مصالحة رسمية على مستوى قمة لدول مجلس التعاون الخليجي في «العلا» السعودية في الخامس من يناير 2021. لا أبالغ في التعبير والرأي أن العم فهد، بوفيصل، أطال الله في عمره ومدّه بالصحة والعافية، يستحق أن يكون أنشودة كويتية، فهو الشخصية، التي كثيراً ما لعبت أدواراً في الأزمات والأفراح والمحن بعيداً عن البهرجة الإعلامية أو الصيت الاجتماعي المتعمد.

قد يختلف كثيراً العم فهد مع ما يُطرح حكومياً، ولكنه حكيم في التعبير وتقديم النصيحة خلف كواليس المجالس العامة، لأنه ببساطة يسعى إلى تقديم المشورة ليس بغرض نسبها لشخصه، وإنما بهدف تحصين القرار السياسي بالحصافة على مستوى الحكومة والنواب أيضاً من أجل الكويت وشعبها. هكذا تطوّر وعي العم فهد المعجل طوال الحياة منذ الصغر، وعلى يد والده المرحوم عبدالرحمن وكبار رجالات ونساء أسرة المعجل، فلم يغفل حكمة تصدر من العقلاء بصرف النظر عن الجنس ومستوى التعليم. ولأن أسلوب فهد المعجل كان وما يزال مميزاً اجتماعياً وسياسياً، فنجده المبتسم على الدوام وخير مستمع في كل الأوقات لكل الآراء، لذلك حصد بوفيصل محبة ومودة واحترام الكبار والصغار والنساء والشباب من ضمن أسرته في الكويت وفي السعودية، فالأصدقاء والمعارف بالنسبة له أفراد من أسرته الكبيرة.

إن «الأنشودة الكويتية»، التي تجسدت في شخص العم فهد المعجل، لا تُميز بين أفراد المجتمع، بل هي تستمد قوتها نغماً وكلمة وهدفاً في جمع الشمل واستقرار المحبة في القلوب في اتجاهات وأزمان شتى.

فهد المعجل له رؤيته المعمقة بالخبرة والحنكة، لكنه لا يفرضها بحكم السن ولا يقبل بهذا المبدأ، بل يترك رؤيته لتتطور مع الزمن حتى تستقر في النفوس وتحتضنها العقول، فهو من مدرسة المنطق والحكمة ومن مناصري منابر حرية الكلمة وتعدد الآراء حتى في علاقته مع أبنائه وأحفاده. تألقت معاني «أنشودة» المعجل في التعبير بحق الكويت على جهودها ومساعيها في رأب الصدع الخليجي، وكذلك الحال بالنسبة للدول الشقيقة من أعضاء مجلس التعاون الخليجي في تحقيق مصالحة رسمية وشعبية واعدة، وبحق أيضاً جميع من أسهم في دعم المبادرة المحمودة.

لكن «الأنشودة».. أنشودة العم فهد المعجل كانت بمنزلة وسام آخر حصده الأخ الشيخ الدكتور أحمد ناصر الصباح، وزير الخارجية الكويتي، إلى جانب وشاح وسام الكويت ذي الدرجة الأولى، الذي منحه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله لوزير الخارجية الدكتور أحمد الناصر تقديراً لدوره في تحقيق ما تمناه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه والقيادة السياسية الكويتية الحالية. يبقى فهد المعجل علماً مميزاً في مسيرة العمل الوطني والاقتصادي والخيري.