“بلكونة” الجمعة مقتطفات من كتاب، أو من مجموعة كتب، اليوم نقطف من ثلاثة كتب. ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!،..:
• من كتاب: “عوالِم روائيّة: خفايا الكتابة الروائيّة”. حوارات مع خمسة كتّاب. ترجمة سعيد بوكرامي. دار أزمنة للنشر “عَمَّان”:
ـ كل كاتب اختراع كاتب آخر:
“مارك دو سميث”: عندما ذهبتُ لغرفتكَ لإجراء المكالمة الهاتفيّة، رأيتُ صُوَر هنري ميللر على الحائط؟!.
“لورانس داريل”: إذا صحّ القول فـ”ميللر” مَن اخترعني!،...، عندما ننطلق في مغامرة الكتابة، مع الرّغبة في إنجاز عمل أصيل، غياب أصدقاء للبَوْح قد يكون قاتلًا!. تعرف قصة اكتشافي لـ”كتاب” مدار السّرطان لميللر. حدث هذا في كورفو. بعض السّيّاح وجدوا هذا الكتاب مُقزِّزًا، بحيث أنّهم ألقوا به في المراحيض العموميّة!. في يوم ذهبتُ لقضاء حاجتي، فالتقطتُ الكتاب.. كان عليَّ أنْ أُنظِّفه أولًا!، ثم قرأته فأسَرَني كليًّا. فسألتُ نفسي مَن هو هذا الحيوان الذي ألّف هذا الكتاب الرّائع؟!.
ـ المربّع الأبديّ:
“مرغريت أتوود”: طبيعة الإنسان لا تتغيّر كثيرًا، هذا كلّ شيء!. نحن دائمًا نريد الشّباب والجمال والمال، أو في أفضل الأحوال، نريد أحسن سلاح كي نتمكّن من الدّفاع عن أنفسنا!. ليس العِلْمُ من يُسَيِّر العالَم، إنه طبعنا!، والعِلْم ليس سوى وسيلة!.
ـ مواجهة:
“سؤال من مجلّة لير”: “رواية” “ثلاثة أيّام عند أُمّي”، تصدر أخيرًا، بعد طول انتظار، رِفْقَةَ روايتكَ “سلومي” المكتوبة منذ ست وثلاثين سنة.. ولم تُنشر أبدًا؟!
“فرانسوا ويرغان”: مثير أنْ تشهد مواجهةً بين مُؤلِّفَين يحملان اسمًا هو نفسه اسمي. أحدهم في عمر يُمكنه أنْ يكون أبًا للآخَر!.
* من كتاب: “لذّة القراءة: في أدب الرّواية”. لأيمن الغزالي. دار نينوى “دمشق”:
ـ تَحَالُف:
الأسلوب يتحالف على الدّوام مع هدف مقصود!.
ـ القواعد والشروط الفنيّة:
عندما لا تتحقّق الشروط الضّروريّة، يُخفِق العمل الفنّي في توليد الأَثَر!،..، إنّ المقولات الجماليّة القديمة، الأدبيّة، التي يغتني بها أي عمل أدبي: صعبة التّوظيف عادةً، لكنها قابلة للنّجاح كما هي قابلة للفشل!.
ـ الأصل هو الفصل:
يجب الفصل بين الحقيقة والإحساس، لأنّ الإحساس ليس من الضّروري أنْ يؤدِّي دومًا إلى حقيقة!.
ـ أمانة الخيانة:
“أحلام مستغانمي”: في كل نجاح لكتاب خِيَانة لشخص”!.
* من كتاب: “الغرفة المضيئة: تأمّلات في الفوتوغرافيا” لرولان بارت. ترجمة هالة نمَّر. المركز القومي للتّرجمة “القاهرة”:
ـ صُوَر لا عقائد:
ما يُميِّز المجتمعات التي يُقال عنها مُتقدِّمَة، هو أنّ هذه المُجتمعات تستهلِك اليوم “صُوَرًا”، ولم تَعُد مثل تلك القديمة، تستهلك “عقائد”!. إذن، هي مجتمعات أكثر تحرّرًا، وأقلّ تعصُّبًا، ولكن أيضًا أكثر “زيفًا”!.
ـ هَوَس التّصوير، نفسيًّا:
ـ ..، وإذْ بفرويد يقول عن الجسد الأُمومي: “ليس هناك البَتَّة مكان آخَر نستطيع القول بقدْر من اليقين إنّنا كُنّا فيه بالفعل”!. هكذا، سيُصبِح إذن، جوهر المنظر الطّبيعي “الذي آثَرَتْهُ الرّغبة” حميمًا، يستنهض الأُمّ بداخلي!.
ـ لا تلتفت لكلّ رأي:
لا تكون النّظرة نقديّة سوى لدى الذين هم بالفعل قادرون على النّقد!.