يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو، "حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة"، وهذا كان قبل عصر الكتاب الإلكتروني وأدواته النصية والصوتية، إذ بمقابل سهولة الأداة تضاؤل البهجة ونضوب السعادة وفقا لتقديرات مؤسسة الفكر العربي، التي تؤكد أن متوسط قراءة الفرد العربي ست دقائق سنويا، مقارنة بـ200 ساعة سنويا لدى الفرد الأوروبي.
ولأن الفرد منا ممسك بتلابيب هاتفه طيلة الوقت، فإنه من المناسب طرح أساليب تساعد لأن يكون هاتفه مفيدا ويضفي على عاداته صبغة ممتعة، وهي أربعة، أولها وضع نية للقراءة بهدف المتعة لا أكثر من دون تحديد كمية ووقت القراءة وتجنب الضغط الداخلي الذي يحول المشاعر لحالة من القلق، والثاني تحديد الهدف، أي تسمية ما تريد معرفته والاستزادة منه، لأن معرفة الهدف تزيد الرغبة والدافعية، والثالث صناعة بيئة صحية بترتيب المكان من أثاث وإضاءة وضبط درجة الحرارة والمحافظة على المستوى البصري والبدني الصحيح، الرابع التركيز، وهي مهارة يمكن تعلمها وفهمها وإتقانها، وثمة ضعف عام في التركيز، لذا لست وحدك. والتركيز رياضة ذهنية كالرياضة البدنية، تحتاج إلى إحماء وتدريب ومران، ستبدأ مثل تركيز الطفل الذي لا يستطيع أن يستمر أكثر من عشر ثوان. والقارئ الجديد كالطفل البريء في بداياته ثم تتطور هذه الملكة شيئا فشيئا.
أزعم أن هذه الأساليب، ناهيك عن ابتكار أفكار جديدة، تدفعك إلى الاستمتاع بفن القراءة والشعور بالعاطفة نحو هذا النشاط الذهني للمضي قدما نحو زيادة الرغبة ومد حدود الإلهام للوصول إلى ما يسمى الراحة الإبداعية، نتنفس من خلالها ونعيش معها.