للمملكة دور عالمي، تعضده مقومات مالية عالية، ولها تأثير في أسعار الطاقة العالمية، والمملكة ذات دور إقليمي بارز، وهي عضو في قمة العشرين، وتقدم المملكة مخصصات مالية للأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى تليق بمكانتها ودورها، وبالتالي فإن مشاركة المملكة في القمم العالمية هي نتاج لسياساتها الحكيمة، والرشيدة وعقلانيتها، وثقلها السياسي والنوعي.
وتأكيدًا لهذا لدور الريادي شاركت المملكة في قمة المناخ الافتراضية التي عقدت الأسبوع الماضي في واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن ومشاركة 40 من قادة دول العالم، ووفود 192 دولة للاحتفاء بيوم الأرض العالمي، ومواجهة تحديات التغير المناخي، ومشاكل البيئة، وترأس وفد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-.
وألقى الملك سلمان -أعزه الله- كلمته الضافية والوافية، التي كانت محل تقدير قادة دول العالم وجميع الوفود المشاركة في قمة المناخ لما اشتملت عليه من رؤية، وإستراتيجية واضحة للحفاظ على كوكب الأرض، ومنع التغير المناخي، وتدهور البيئة، ودعم التوسع بالمساحات الخضراء في جميع المناطق العمرانية في كل دول العالم.
وامتداداً لجهود المملكة في ذلك أطلق سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) لتقليل الانبعاث الكربوني بأكثر من 10 في المملكة، وزراعة 50 مليار شجرة، والعديد من المبادرات التي تؤكد دور المملكة الريادي على المستوى المحلي والإقليمي، والعالمي في قضايا المناخ والبيئة.
كما أولت قيادة المملكة المناخ، والبيئة اهتمامًا كبيرًا، وذلك من خلال تولي المملكة رئاسة قمة مجموعة العشرين العام الماضي، حيث اهتمت بقضايا المناخ، وإطلاقه مبادرات دولية للحد من تدهور الأراضي، وحماية الشعب المُرجانية، وحلول للاحتباس الحراري، وقضايا التنمية المتوازنة ورفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المملكة.
وتجرى الاستعدادات في الوقت الحالي لعقد قمة لمنتدى مبادرات (السعودية الخضراء) ومبادرات (الشرق الأوسط الأخضر) هذا العام، ووضعها موضع التنفيذ بعد أن رحبت بها كافة دول العالم فهذا الاهتمام الكبير بقضايا المناخ، والبيئة جعل المملكة تتقدم خمس مراتب في مجال البيئة والطاقة النظيفة، والتنمية الاقتصادية للبيئة، والتي تعطي السعودية المكانة التي تستحقها.
وأكد الملك سلمان -أعزه الله- عن إطلاق حزمة من الإستراتيجيات، والتشريعات البيئية وفق رؤية المملكة 2030م بهدف الوصول إلى قدرة إنتاج 50 في المملكة من احتياجات المملكة من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030م، ورفع مستوى التعاون الدولي للحل الشامل، ومواجهة تحديات التغير المناخي وتدهور البيئة، كما تم إنجاز جهاز أمني خاص يعنى بالأمن البيئي.
كما أضاف خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- أن ظاهرة التغير المناخي، وتدهور البيئة لا تقف عند حدود دولة معينة، فالغاية منها هو دعم التنمية البيئية المستدامة، والذي يتطلب منا جميعا لتحقيقها رسم خارطة طريق، ومنهجية شاملة تراعي مختلف مشاكل، وظروف المناخ، والبيئة في العالم، من خلال التعاون، والتنسيق مع جميع دول العالم.
التعليقات