أثبتت المعطيات أن اللقاحات بدأت تقلل من انتشار العدوى بفيروس «كورونا» بشكل كبير، إلا أن احتمالية انتهاء الجائحة لا تزال بعيدة نوعاً ما، بسبب عدم وصول حملة التحصين إلى الجميع، في كل بلدان العالم، فاللقاحات للأسف ما زالت بعيدة المنال عن الدول الأشد فقراً، وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد، للتغلب على مأساة انعدام المساواة في اللقاح.

تطورات انتشار وباء «كورونا» في العالم جاءت لتؤكد أن البشرية في قارب واحد، ومن الأهمية مساعدة الآخرين كي نحمي أنفسنا والبشرية جمعاء، وأن سلامتنا من سلامة الآخرين، ومن الضروري تبني سياسة عالمية جديدة، تقوم على المساواة والعدالة بين البشر في مواجهة المخاطر المشتركة.

الطريقة الوحيدة، التي ستتم بها مواجهة الوباء العالمي مع إنهائه هي عبر الاستجابة العالمية، وليست الداخلية فقط، وضرورة تجنب العثرات، التي عطلت التعاون الدولي من قبل في مواجهة التهديدات السابقة مثل أزمة التغير المناخي ومكافحة الفقر. علينا أن نسعى ونتطلع إلى الأمام، للحصول على أكبر قدر ممكن من الإنصاف عندما يتعلق الأمر بقضايا الصحة العامة.

وغني عن القول أن الإمارات أعطت العالم دروساً في الإنسانية، بعد مبادرتها تقديم المساعدات الطبية للشعوب المنكوبة بجائحة «كورونا»، وذلك للحد من انتشار الوباء، وحفاظاً على أرواح البشر من دون أي مقابل مادي، ومن دون أي تمييز بالدين واللون والعرق وعلى دول العالم أن تحذو حذو الإمارات، وأن تفعل ما في وسعها من أجل حماية الدول الأكثر ضعفاً من هذا الوباء»، وأن يكون هناك هدف إنساني نبيل، يتمثل في الحفاظ على أرواح ملايين البشر، وإنقاذ صحتهم بالقدرة علي الاستجابة الجماعية للأزمات، هناك مسؤوليات تقع على عاتق البلدان تجاه بعضها البعض، لا سيما إذا كنت بلداً غنياً، وتتعامل مع دول لا تمتلك الموارد أو القدرات التي لديك، فعلى زعماء العالم أن يرتقوا بقراراتهم إلى مستوى التحدي الجديد.