الإمارات دولة مستقبل، لا تقف عند الماضي، ولا تلتفت إليه، ويدلل على ذلك، كل ما تحققه من إنجازات متسارعة، تنتقل بها من مرحلة نهضوية إلى مرحلة أكبر، كما تبرهن عليه سياساتها في التعامل مع كل الملفات الداخلية والخارجية، والقضايا التي لا تترك لها أن تنحرف عن أبعادها الحقيقية، فرؤيتها الثابتة، وأولويتها القصوى، هي تحقيق الرفاه والرخاء لشعبها، والنهوض بعمل جماعي مشترك، يحصن الأمن والاستقرار في المنطقة ككل، ويخلق لها فرص التنمية والازدهار.

هذه كانت رؤيتها الواضحة في أزمة قطر، والمقاطعة الرباعية للدوحة، كما تلفت كل سياساتها اليوم، إلى أنها طوت هذه الصفحة، فهي، بحكمة قيادتها الاستثنائية، تؤمن إيماناً عميقاً، بأن الدول التي تعيش في الماضي، لا تستطيع أن تمتلك المستقبل، وبوصلتها تشير باستمرار إلى الغد الأفضل، الذي تسابق نحوه الزمن، بإنجازات كبيرة، دشنت من خلالها تاريخاً جديداً للعرب، بإسهامات حضارية، يعود خيرها على البشر جميعاً، ومن القادر على تقديم مثل هذه الإنجازات، سوى دولة تدرك حجم التغيرات المتسارعة في العالم، وتواكبها بآمال وأعمال أسرع منها؟!

تنشغل الإمارات، عن أي أزمات أو خلافات، بالإنجاز والتنمية، ودأب قيادتها، بث التفاؤل والثقة والإيجابية بين الجميع، وإلهام القادة، من خلال نهجها الاستثنائي في تسخير كل الموارد والإمكانات، للحفاظ على رفاهية شعبها، وضمان مستقبل أجياله، وهي تقدم بذلك النموذج والقدوة، لما يجب أن يكون عليه بناء الأوطان.

وبهذه القيم أيضاً، تنظر الدولة وقيادتها إلى كافة القضايا والملفات، من منظور يطمح لنشر الخير للجميع، ويسعى بجد ومثابرة، إلى ترسيخ وعي سياسي، وتعاون مشترك، للنهوض بالمنطقة وشعوبها، بعيداً عن أي أزمات أو صراعات، في مسارات عقلانية وواقعية، لترسيخ سلام شامل، واستقرار دائم، يخدمان مستقبل المنطقة وتنميتها.

في تعاملها مع أي خلافات، تظل الإمارات تتحرك وفق رؤية ثابتة، ركيزتها وضع حلول دائمة، تحتكم إلى العقل والمنطق، ومحركها منهج واضح في العمل من أجل الأمن الجماعي، والاستقرار والتنمية في المنطقة ككل، وبالنظر إلى جغرافية الأزمات في الوطن العربي، عبر تاريخها القريب أو البعيد، كانت الإمارات على الدوام داعماً مؤثراً لترك جميع الصراعات، واللجوء إلى الحوار، وبناء أرضيات صلبة للتفاهم والتلاقي، والانتباه إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعوب، وكانت، وستظل، في المقدمة، رافعة راية العمل الجماعي، من أجل التغلب على كل التحديات التي يواجهها عالمنا العربي، بسياسات تعلي من الأخوة والمصير المشترك، وتعظم نتائج التنمية، بالتكاتف والتكامل.