التاريخ الإعلامي لدولة الإمارات العربية المتحدة حافل بالكثير من الصور والمشاهد التي تعكس التطورات المتلاحقة التي طرأت على أجهزتها الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية منذ زمن ما قبل قيام الاتحاد حينما كانت الموارد شحيحة والكوادر المؤهلة قليلة والحياة شاقة ومستويات الوعي متدنية.

فإذا ما تناولنا الإعلام المسموع المتمثل في الإذاعة، التي تعتبر أم وسائل الإعلام قاطبة والوسيلة الأكثر شعبية للباحثين عن الخبر والمعلومة والترفيه، نجد أن أولى المحاولات البدائية لإطلاق إذاعة كانت في دبي سنة 1958. ففي تلك السنة طبقا لما ورد في كتاب «تلفزيون الكويت من دبي» للدكتور عارف الشيخ قام المواطن صقر ماجد المري الذي كان عاشقا للإلكترونيات وإجراء التجارب على الأجهزة السمعية القديمة، بتطبيق بعض مما تعلمه بمعهد اللاسلكي والإلكترونيات وهندسة الراديو في بومباي على نفقته، من خلال استخدام أسلاك وعلب كبريت وبطاريات قديمة وصمامات راديو، محاولا إطلاق أول بث إذاعي محلي من مكان إقامته في «الشندغة» بدبي، بدعم وتشجيع من الحاكم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله.

ونجحت التجربة وانطلق عبر الأثير صوت «هنا إذاعة دبي من الشندغة» في بث يومي لمدة ساعة واحدة فقط.

اعتقدت السلطات البريطانية وقتذاك أن للإذاعة أهدافا سياسية لتأليب الناس عليها فحققت في الموضوع وتيقنت خطأ اعتقادها. بعد ذلك مضى المري يطور عمله بمساعدة صديقيه عبدالرحمن الرستماني وإبراهيم مراد، فاتخذ من المكتبة العامة بمنطقة الراس مقرا لإذاعته، وصار يبث الأخبار والقرآن الكريم والأحاديث النبوية وبعض الأغاني التي كان الأهالي يزودونه بأسطواناتها. هذه المحاولة لم تستمر طويلا لظهور إذاعات محلية أخرى منافسة بإمكانات أكبر، فانتقل المري للعمل في تلفزيون الكويت من دبي كفني إضاءة قبل أن يتركه للانضمام إلى شرطة دبي التي بقي يعمل بها حتى تقاعده عام 2005 وهو برتبة عميد.

بعد إذاعة الشندغة قام المواطن راشد عبدالله بن حمضة العليلي باستخدام ما تعلمه من عمله في محل لتصليح أجهزة الراديو بمدينة الدمام السعودية بإطلاق بث إذاعي لمدة ثلاث ساعات يوميا من إمارة عجمان. وظلت إذاعة عجمان تعمل من عام 1961 حتى عام 1965 متمتعة بدعم الجمهور وإعجاب المعتمد البريطاني الذي طلب من حاكم الإمارة الشيخ راشد بن حميد النعيمي زيارة مقر الإذاعة للتعرف على مؤسسها.

وفي عام 1962 شهدت الإمارات ظهور أولى إذاعاتها النظامية القوية من الشارقة تحت اسم «صوت الساحل»، وكانت فكرتها مدعومة من مكتب التطوير المنبثق عن مجلس حكام الإمارات المتصالحة الذي تأسس العام 1952 بهدف العمل على تحقيق المصالح المشتركة بين إمارات الساحل المتصالح، واستمرت هذه الإذاعة سنوات عدة قبل الاتحاد، وفي العام 1970 توقفت عن البث وحلت مكانه إذاعة دبي الرسمية على التردد ذاته.

أطلقت إذاعة الساحل من منطقة المرقاب بالشارقة التي احتضنت القاعدة العسكرية البريطانية منذ تأسيسها عام 1932 لتكون أول مهبط للطيران الملكي البريطاني بمنطقة الخليج العربي. ومما لاشك فيه أن هذا الحدث عبد الطريق أمام الشارقة وبقية الإمارات نحو الانفتاح على الثقافات الأخرى، والمساهمة في تطوير القطاع الإعلامي، وتعزيز المشهد الثقافي، ورفد العمل الإبداعي الفني بمختلف أنواعه، بل وشجع الإمارات الأخرى على إطلاق إذاعاتها لاحقا. كما أن هذه الإذاعة لعبت دورا مهما في الترفيه عن الناس في زمن كانت فيه وسائل الترفيه محدودة، وفي جمعهم للاستماع والاطلاع على ما يجري في المنطقة والعالم من أحداث وتطورات، ناهيك عن أنها حركت تجارة استيراد وبيع أجهزة المذياع التي كانت سابقا تشترى من أسواق الهند والكويت والبحرين والدمام والخبر.

ما سبق كان توطئة للحديث عن «حصة حسن يحيى العسيلي» التي حجزت مكانها كأول صوت نسائي إماراتي ينطلق عبر أثير إذاعة صوت الساحل، وبالتالي دخلت تاريخ بلادها كأول مذيعة إماراتية. وبهذه الصفة تم تكريمها في دبي ضمن «أوائل الإمارات» عام 2014، وتكريمها في الشارقة بمنحها جائزة «تريم عمران الصحفية» عام 2007، كما حصلت على جائزة المرأة العربية «فئة الإعلام» عام 2014، وصارت تعرف في الأوساط الإعلامية الإماراتية باسم «أم الإعلام»، وهو لقب كثيرا ما صرحت حصة أنها تعتز به أكثر من أي لقب آخر.

ولدت حصة بفريج السودان قرب حصن الشيوخ الكبير المعروف حاليا بمتحف الحصن في إمارة الشارقة في عام 1950. ميلادها كان في البيت المعروف ببيت أحمد العسيلي وهو شقيق جدها «يحيى العسيلي» الطواش والنوخذة وتاجر اللؤلؤ ورجل العلم الذي تتلمذ على يديه العديد من رجالات الشارقة. في هذا البيت، الملاصق لبيت الحاكم الأسبق للشارقة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي (حكم من 1951 إلى 1965)، أمضت حصة سنواتها الأولى لكنها بعد وفاة جدها انتقلت مع أسرتها لتعيش في بيت آخر في منطقة الرولة (سميت كذلك نسبة إلى شجرة كبيرة من أشجار الرولة هناك كان يقصدها الناس للتجمع في مواسم الأعياد)، وكان سبب الانتقال طلب تلقاه والدها من الحاكم لإخلاء المنزل كي تقام مكانه مدرسة، فوافق والدها برحابة صدر كونه من الداعمين والمحبين للعلم، وتم تعويضه عنه بأرض في منطقة الغوير، بنى عليها بيتا جديدا.

درست حصة المرحلة الابتدائية في مدرسة الزهراء التي كانت ملاصقة لبيت العائلة الكبير، وبعد انتقال هذه المدرسة إلى مبنى جديد بالقرب من دوار الساعة، وتوسعتها لتشمل المرحلتين المتوسطة والثانوية، واصلت دراستها فيها إلى أن أكملت جميع مراحل تعليمها ما قبل الجامعي في عام 1969. في تلك المدارس ذات المناهج القوية والكوادر التعليمية المؤهلة من الأقطار العربية، وفي ذاك الزمن المفعم بالود والهمة والطموحات والزاخر بالأنشطة التربوية المتنوعة والمهرجات السنوية الجامعة للبنات والبنين تعلمت حصة الكثير ومارست هوايات مختلفة وزاملت العديد من الفتيات اللواتي شغلن لاحقا مناصب رفيعة في الدولة وساهمن في رفعة شأنها، كما تعرفت على بعض من رجالات الوطن الأجلاء من أمثال المرحوم تريم عمران ود. عبدالله عمران ومحمد عبدالله صفر وسيف ساعد وإبراهيم الناخي.

وتشاء الأقدار في هذه الفترة من حياتها أن تتوفى والدتها الحنونة وهي على سجادة الصلاة، وأن يتعرض والدها لإصابة في الظهر أقعدته عن العمل، ما اضطرها لتحمل المسؤولة ودخول سوق العمل وهي في سن الخامسة عشرة. ومن محاسن الصدف أن المعتمدية البريطانية بدبي كانت قد أسست إذاعة صوت الساحل من الشارقة، فتقدمت للعمل فيها وهي لا تزال على مقاعد الدراسة، خصوصا وأنها كانت ذا صوت رخيم وسجل دراسي ناصع في اللغة العربية. ومن حسن حظها أن والدها وأهلها كانوا من المتعلمين والمتنورين فلم يمانعوا عملها بالإذاعة الوليدة. في هذا السياق أخبرتنا حصة في حديثها لصحيفة الخليج (25/‏‏‏8/‏‏‏2011) أن إذاعة صوت الساحل كانت آنذاك عبارة عن غرفة بث واحدة مقرها «المحطة» وهو مطار الشارقة القديم والمعروف الآن بمتحف المحطة بمنطقة القاسمية، وأنها كانت تدرس في الفترة الصباحية بمدرستها المتوسطة، وتعمل بالإذاعة في الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصرا إلى الساعة العاشرة ليلا. وأضافت قائلة: «كان يعمل معي في نفس المحطة كل من المرحوم خلفان المر وأحمد المنصوري من أهالي دبي، ومحمد خوري الذي يعمل حاليا في أحد البنوك بالدولة، ورياض الشعيبي وهو موجود حاليا بدائرة إعلام دبي بالإذاعة والتلفزيون، وكنا نقدم نشرات الأخبار وبرنامج ما يطلبه المستمعون، حيث كنا نبث الأغاني المتنوعة من خلال شرائط وبكرات قديمة تأتينا من القاهرة والبحرين والعراق والهند».

وقبل إغلاق إذاعة صوت الساحل بعام، وتحديدا في سنة 1969، وكانت وقتذاك قد تخرجت من مدرستها الثانوية، حدث أن افتتحت دولة الكويت ما عرف بـ«تلفزيون الكويت من دبي» ضمن مشاريعها وبرامجها التنموية الموجهة إلى سلطنات الجنوب العربي وشيوخ الخليج العربي. فانتقلت حصة للعمل في هذا الجهاز بمقره في مبنى وزارة الإعلام بمنطقة القصيص من دبي، لتطل على الناس صورة وصوتا من بعد سنوات كانوا فيها يعرفونها كصوت فقط. وتتذكر حصة أن مديرها آنذاك كان الإعلامي الكويتي الراحل محمد المهنا (توالى على إدارة تلفزيون الكويت من دبي ثلاثة مديرين كويتيين كان أولهم محمد المهنا وتلاه جاسم الشهاب ثم حمد المؤمن)، وأنها زاملت مجموعة من الإعلاميين والإعلاميات الإماراتيين والكويتيين والعرب مثل: جاسم غريب وسعيد الغيث ومحمد المطوع وسليمان الشطي وسهام العصيمي وفاطمة حسن ومديحة حسن وسلوان محمود وموزة خميس وسلطان السويدي وغيرهم. وهكذا لم تعد حصة أول وأصغر مذيعة إماراتية في الإعلام المسموع فحسب، وإنما صارت أيضا أول مذيعة ومقدمة برامج إماراتية في الإعلام المرئي، وهو ما أهلها لاحقا للإنتقال إلى عاصمة الدولة لتكون كبيرة مذيعي ومذيعات تلفزيون وإذاعة أبوظبي اللذين كانا قد دشنا البث في عام 1969.

في عام 1971 عاودها الحنين إلى مقاعد الدراسة فسافرت إلى الكويت للالتحاق بجامعتها الوليدة، فاختارت الانضمام إلى كلية الآداب/‏‏‏ قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، لكنها سرعان ما قررت ترك جامعتها الكويتية للسفر إلى القاهرة من أجل مواصلة دراستها هناك بكلية بنات عين شمس التي حصلت منها أولا على ليسانس آداب لغة عربية ودراسات إسلامية ثم دبلوم دراسات عليا في اللغة العربية وآدابها في عام 1975. وصفت حصة القاهرة، التي عاشت بها في كنف أسر مصرية مثقفة كأسرة المحامي الدكتور عبدالقادر القط وأسرة الأستاذة إقبال بركة رئيسة تحرير مجلة حواء، ببيتها الثاني قائلة إنها واحة ظليلة وارفة الظلال ومنهل للعلم والثقافة. وبهذا لم تحقق حلمها في مواصلة دراستها العليا فحسب، وإنما حققت أيضا حلما كان يراودها منذ الصغر هو الدراسة في القاهرة، المدينة التي أخرجت عمالقة الأدب والشعر والغناء والسينما ممن سمعت عنهم أو قرأت لهم أو استمتعت بنتاجهم منذ سنوات طفولتها. ومما لاشك فيه أن انتقالها من بيئة الكويت المشابهة لبيئة الشارقة من حيث العادات والتقاليد الاجتماعية ومظاهر الحياة العامة إلى بيئة مصر المنفتحة والمكتنزة بالتيارات الفكرية المختلفة والأنماط الحياتية المتنوعة، كان له تأثير كبير على شخصيتها وثقافتها وقدراتها.

ومرة أخرى تتدخل الأقدار فترسم لها مجال عمل مختلف. ففي السنة الأخيرة من دراستها الجامعية العليا في مصر عام 1975، حدث أن نظمت دولة الإمارات أول معرض لها في القاهرة، فطلب منها المشاركة والمساهمة في تنظيم جناح الإمارات بمعرض القاهرة الدولي، ولأنها قامت بالمهمة الموكلة لها على أتم وجه، عرض عليها عبدالقادر داوود رئيس دائرة المعارض بوزارة الإعلام الإماراتية العمل معه في دائرته بعد تخرجها، فوافقت وعملت بالفعل منذ عام 1975 إلى حين تقاعدها من العمل الحكومي عام 2000، وهي في وظيفة مديرة إدارة المعارض بوزارة الإعلام. ويبدو أن العمل في المعارض استهواها كثيرا بدليل أنها بعد تقاعدها تفرغت للعمل الخاص في نفس المجال أي تنظيم المعارض والمؤتمرات. تقول حصة: «كانت مشاركتي في تنظيم المعارض التي تمثل الدولة في الخارج مسؤولية كبيرة ملقاة علي وعلى كل منظم ومشارك من أبناء الوطن، وأمانة ثقيلة على كل واحد يجب حملها بكل صبر وإخلاص وتفان لأنه ينقل صورة وطنه إلى العالم».

وبصفتها مديرة لإدارة المعرض بوزارة الإعلام الإماراتية، شاركت في أكثر من 150 معرضا عالميا، وكانت البداية في معرض أشبيلية بإسبانيا عام 1992 ثم في معرض لشبونة بالبرتغال عام 1998، وبذلك سجلت اسمها مرة أخرى في سجلات الأوائل باعتبارها أول امرأة عربية تتولى منصب مفوض عام لجناح دولة عربية في المعارض العالمية، ثم صارت أول امرأة عربية يتم اختيارها عضوا في اللجنة العليا للتسيير والإشراف على معرض إكسبو هانوفر بألمانيا عام 2000.

في حوار صحافي أجرته صحيفة البيان (20/‏‏‏7/‏‏‏2013) مع الكاتبة والشاعرة والإعلامية والسفيرة البحرية للنوايا الحسنة لدولة الإمارات الدكتورة عائشة البوسميط قالت الأخيرة ما مفاده إنها رافقت حصة في العديد من رحلاتها الخارجية للمشاركة في المعارض العالمية المتنوعة، فوجدتها إنسانة ملتزمة أشد الالتزام لجهة تقديم صورة مشرفة عن وطنها، وكانت دائمة الحركة والنشاط دون أن تكل أو تمل أو تتذمر، بل كانت حريصة على أن تقوم بنفسها ببعض المهام دون أن توكلها لمساعديها مثل إعدادها للقهوة العربية وتقديمها للضيوف كما حدث في معرض عالمي بسويسرا. وروت البوسميط كيف أن حصة أصيبت في أحد المعارض الدولية الكبرى بجرح في قدمها جراء تحضيرها لجناح الدولة، لكن ذلك لم يثنها عن مواصلة العمل وهي تنزف دما. وأضافت كيف أنها شعرت بالفخر والزهو حينما وقفت حصة أمام الحشود في معرض إكسبو هانوفر، وكانت المرأة العربية الوحيدة في تلك الفعالية العالمية، لتتحدث باسم الإمارات بلغة إنجليزية سليمة، ما استرعى انتباه الحضور وجعلهم يتساءلون عن جنسيتها وبلدها. وأنهت البوسميط حديثها بقولها إن حصة طاقة هائلة يمكن استغلالها في ظل استعداد الإمارات لاستضافة إكسبو 2020، خصوصا وأنها خبيرة في المعارض والمؤتمرات العالمية، ناهيك عن أن الأجنحة التي شاركت فيها حصلت دوما على جائزة أفضل جناح لجهة التصميم.

وحصة العسيلي، التي كانت رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات بالانتخاب، وحاليا رئيسة لجنة الإعلام والمعارض والمؤتمرات به، والتي توقفت عن العمل كمذيعة منذ عام 1974، عادت مجددا لتجلس خلف الميكرفون. فعشق الإعلام المسموع الذي لا زال يجري في دمها، وإيمانها بخوض التجارب الإعلامية الجديدة، ومسؤوليتها كمثقفة ومجربة تجاه توعية الأجيال الشابة وتثقيفها، دفعها في عام 2014 لخوض تجربة جديدة من خلال العمل في «إذاعة الأولى» التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث كمراقب عام للإذاعة. وفي الوقت نفسه تولت إعداد وتقديم برنامج إذاعي يمثل فكرها ورؤيتها واهتماماتها الأدبية والتراثية تحت عنوان «الأولى مع الأولى»، وهو برنامج مكون من عدة فقرات يبدأ بالحديث عن مثل شعبي دارج في الإمارات، ثم لقاء وحوار عفوي مع أحد المواطنين المبدعين الذين يحاولون أن يضعوا بصمتهم في مسيرة الأدب والشعر والعلم والعطاء الوطني، قبل أن ينتقل إلى فقرة تستعرض كتابا من كتب التنمية الذاتية والثقافية، ففقرة تحتوي على مقتطفات من الأشعار والحكم أو المشاركات والرسائل الملائمة والمتميزة على مواقع التواصل الاجتماعي.

هكذا كانت حصة العسيلي، وهكذا هي الآن.. شريان عطاء متدفق، ونموذج مضيء للمرأة الإماراتية العاملة في خدمة وطنها وناسها، وشخصية متوشحة بالأمل والحب والإخلاص.