«معليش»، فليسمح لي القائمون على أمر الرياضة السعودية أن أعاتبهم على استعجالهم في إشراك المرأة السعودية في الأوليمبياد العالمي الذي تُقام دورته الحالية في العاصمة اليابانية طوكيو، عتاباً كثيراً ومُبيناً!.

فإن كان الرجل، بصفة عامّة، السعودي وغير السعودي، يحتاج لصناعة تستغرق سنوات وسنوات كي يصبح قادراً على المنافسة في المحفل الأوليمبي القوي، على أن تبدأ صناعته كرياضي منذ طفولته المبكّرة، أي منذ سنّ السادسة من عمره أو ربّما أقلّ من ذلك، وبشرط ظهور بوادر الموهبة الرياضية لديه، فما بالكم بالمرأة التي تحتاج لصناعة أكبر وأدقّ وأكثر تعقيداً بِحُكْم تكوينها الجسدي؟ وضعفها الفطري؟ فما بالكم بالمرأة السعودية التي وُلِدَت في مجتمع محافظ يفتقر للبُنية الأساسية لرياضة المرأة الاحترافية؟ وتجهيزاتها القادرة على صناعة الأبطال الرياضيين؟ ودورياتها المحلية القوية والمؤهِلَة للبطولات العالمية؟.

صدّقوني، لقد أصابني الانزعاج والحزن من هزيمة ابنتنا تهاني القحطاني في منافسات الجودو بالضربة القاضية، وشعرْتُ حين حملتها منافستها بسهولة فائقة وأسقطتها على ظهرها وكأنّني أنا من سقطْتُ على ظهري الذي يعاني أصلاً من فقرتيْه الرابعة والخامسة المنزلقتيْن، وكذلك الحال من حلول ابنتنا ياسمين الدبّاغ في المركز الأخير في تصفيات سباق الجري، وكُنتُ خلال متابعتي للسباق أشجّعها وأصيح عليها بملء صوتي: اِجْرِي اِجْرِي، حتّى بحّت حنجرتي، ولولا ما بين جدّة وطوكيو من بحار وقفار لسمعني من هناك أجمعون!.

وقد غرّدْت بعدها في تويتر عن ذلك، ولا مانع من تكرار تغريدتي هنا، فهي تُلخّص حالنا مع الأوليمبياد، لعلّ وعسى:

«سيظلّ حلم تتويج رياضيينا ورياضياتنا بميداليات الأوليمبياد صعباً وبعيد المنال، وسيظلّ قبوعهم في المراكز الأخيرة وخروجهم من أول جولة هو سيد الموقف ما لم نجهّزهم منذ طفولتهم المبكرة كما يحصل في الدول المتطورة رياضيًا، ومدارسنا لعبت للأسف دوراً سلبياً كبيراً».

انتهت التغريدة، لكن لم يبدأ حلّ ومعالجة المشكلة، ولا أزيد!.