سقطة جديدة، تضاف لجملة من السقطات التي هوى بها في هاوية القبح الإنساني والسياسي على السواء، متخذاً من مواقفه الداعمة لحزب الشيطان اللبناني تكئة للتطاول على المملكة ومواقفها الثابتة الراسخة، المحافظة على أواصر الصداقة، الداعمة للبنان الشقيق في محنه منذ عام 1990م، متناسياً ما قدمته المملكة لهذا البلد العزيز في تلك الحقبة الزمنية حتى عام 2015م بما يزيد على 70 مليار دولار، إضافة للدعم المستمر للبنك المركزي اللبناني، والعمل عن كثب لإعمار لبنان عام 2006م.

لم تنتظر المملكة كعهدها شكراً أو ثناءً، لأن ما تفعله نابع من قيم نبيلة وأصالة يجهلها أمثال هذا القرداحي ومن على شاكلته من مرتزقة السياسة والإعلام، تُرى كم ربحت من جراء إساءتك للمملكة؟ هل ربحت المليون؟ أظن أنك ربحت الملايين، ولكنها ملايين اللعنات التي تصاحبك أينما وليت وجهك.

من المحزن - حقيقة - أن يُقابل العطاء والفضل بالنكران والجحود، وتلك خصال لأفراد دأبوا التهام الأطعمة على كل الموائد، والرقص على جثث الضحايا الأبرياء في كل مكان.

إن المبادئ لا تتجزأ، ولكنها عند هذا الوزير تتجزأ وتصبح مثل الفسيفساء المتناثرة، فكان عليه وهو الذي اتخذ حزب الشيطان مأرباً وسنداً، أن يتحلى ببعض القيم التي ينادي بها في منابره الإعلامية، ويتشدق بأشعار وحِكم؛ ليدغدغ بها مشاعر متابعيه، مدعياً الفضيلة والحياد الإعلامي.

لقد ارتمى هذا الوزير في أحضان شرذمة لا تريد للبنان الخير، بل تعمل على صب الزيت على النار، لتقطّع أوصال البلد الذي كان وجهة للتعايش الآمن، رغم تشعب أحزابه وفئات مثقفيه، ليسقط لبنان العزيز في براثن المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أيضاً.

ستظل المملكة السند والقوة الحامية لقيمها، الداعمة للأشقاء رغم كل الظروف، وهذا ديدنها الذي نشأت عليه، وحققت من خلاله مكانة عالمية، لن تهزها أحقاد البعض، بل تزيدها قوة على الحق، الذي يظل على مر الزمان منهجها.