الممثلة والمغنية المصرية «فاطمة النبوية السيد محمود الملاح» الشهيرة فنيا باسم أحلام، ليست من نجوم الظل في السينما المصرية لأنها قامت ببطولة ثلاثة أفلام قديمة، لكنها مقلة بدليل أنها اكتفت بتلك الأفلام، ناهيك أن سنوات نشاطها الفعلي كانت قصيرة ما بين عامي 1945 و 1951. أما أغنياتها فكثيرة ومن ألحان كبار ملحني عصرها.
ولدت أحلام في مركز ميت غمر بمحافظ الدقهلية بتاريخ مختلف عليه، فالبعض يقول أنه 25 سبتمبر 1923، والبعض الآخر يقول أن ميلادها كان في طنطا سنة 1933. وبالمثل هناك تباين حول سنة وفاتها، فالبعض يقول أنها توفيت عام 1993، بينما يقول البعض الآخر أنها توفيت عام 1997. لكن هناك إجماع على أنها تزوجت ثلاث مرات: الأولى من شخص غير معروف، والثانية من الموسيقار محمد الموجي، والثالثة من المحاسب محمود السماحي الذي نقلها إلى ليبيا حيث كان يعمل بالسفارة المصرية، قبل أن تعود إلى مصر في السبعينات وتكتشف تردي مستوى الغناء العربي بعد وفاة عمالقة الطرب مثل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم، الأمر الذي دفعها إلى الإبتعاد واعتزال الغناء حتى تاريخ وفاتها.
نشأت أحلام في بيت محب للموسيقى هو بيت والدها الذي كان يقيم إسبوعيا حفلات يجمع فيها أصدقاءه من محبي الطرب الأصيل، وهو ما جعلها تتعرف على أغاني سيد درويش ومحمد عثمان وعبدالوهاب وأم كلثوم، وترددها. كما أن استماعها إلى القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت ساهم في تقويم النطق ومخارج الحروف لديها. وحينما راحت تغني لنفسها في البيت سمعها الجيران وألحوا عليها بدخول مجال الغناء لجمال صوتها، لكنها تعرضت للضرب من والدها المحافظ إلى أن تمّ إقناعه كي يسمح لها بالتسجيل في معهد الموسيقى الملكي، فتعلمت أصول الغناء على يد كبار الموسيقيين آنذاك وراحت تغني في حفلات المعهد مع زملائها الطلبة.
سمعها بالصدفة عازف الكمان الشهير «أحمد الحفناوي» وهي تغني بعض اغاني ام كلثوم مثل: «رق الحبيب»، «اذكريني»، و«فاكر لما كنت جنبي»، فسارع بتقديمها لعبدالوهاب، فغنت له من أغانيه «يا وابور قولي رايح على فين»، وأعجب الموسيقار الكبير بصوتها وأدائها وطلب منها ترديد مقطع من الأغنية التي كان يحضرها وقتذاك وهي أغنية «القمح الليلة»، فتعاظم إعجاب عبدالوهاب بها إلى حد الطلب منها أن تشاركه بغناء تلك الأغنية بصوتها في فيلمه الاخير «لست ملاكاً» سنة 1946.
إستمع إليها الموسيقار محمود الشريف وهي تؤدي أغنية «القمح» فتشجع وقدم لها لحن أغنيتها الشعبية الشهيرة التي أحدثت ضجة وصارت مطلوبة من مستمعي الإذاعة وهي أغنية (يا عطارين دلوني… الصبر فين اراضيه.. لو طلبتوا عيوني.. خدوها بس ألاقيه). غنت بعد ذلك من ألحان احمد صدقي «يا محير دمع عينيك»، و«خايف عليك م الهوى»، وشاركت في البرنامج الغنائي «عظمة الرسول» مع محمد عبدالمطلب وكارم محمود ومحمد رشدي، ثم شاركت عام 1975 في حفل أضواء المدينة مع شادية، عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة.
ومما اشتهرت به أحلام أيضا الأغاني التي تبث عادة من الإذاعة في الصباح الباكر مثل أغنيتها «يا نسمة الصباح» تلحين فؤاد حلمي؛ وأغنيتها الأخرى «إصحى يا محبوبي» تلحين سيد مكاوي. كما اشتهرت بالأغاني الوصفية مثل «الدنيا حلوة» تلحين محمود الشريف، و«الدنيا في إيدي» تلحين رياض السنباطي. إلى ذلك غنت للأسرة والطفل، بل كانت أول مطربة تغني عن الطفل في مهده، فاستحقت لقب «مطربة الاسرة» قبل فايزة أحمد، وحظيت في عام 1961 بجائزة منظمة اليونيسكو للأغنيات التربوية.
ومن ألقاب أحلام الأخرى لقب«مطربة الأفراح» لأنها قدمت من ألحان محمد الموجي واحدة من أجمل وأشهر الأغاني التي تغنى في الأعراس وهي أغنية (زغرودة حلوة رنت في بيتنا.. لمـّت حارتنا وبنات حارتنا).
دخلت أحلام السينما إبتداء من خلال مشاركتها في الأفلام بالصوت دون الصورة عن طريق الدوبلاج، ونجد هذا في فيلمها الأول «هذا جناه أبي» (إخراج بركات وقصة يوسف جوهر) الذي عرض عام 1945 من تمثيل صباح وعلي كامل وعلي رشدي وصلاح نظمي ومنى وسراج منير وزوز نبيل. كما نجده في فيلمها الثاني الطائشة/1946 من إخراج ابراهيم عمارة وبطولة فاطمة رشدي وحسين رياض ومحمود المليجي ويحيى شاهين
بعد هاتين التجربتين مثلت ثلاثة أفلام هي: البنات شربات/1951 اخراج حلمي رفلة وتأليف أبو السعود الإبياري في دور إبنة التاجر عباس أبو الذهب (سراج منير) الذي يطلق أمها كريمة (عزيزة حلمي) لأنها لا تنجب سوى البنات، ويطرها مع بناتها الثلاث وهن: قرنفلة (أحلام)، وفلة (رجاء يوسف) ووردة (عواطف يوسف؛ وفيلم المرأة/1949 إخراج عبدالفتاح حسن وتمثيل كمال الشناوي وسميحة توفيق ومحمود السباع، في دور الطالبة فاطمة إبنة الرجل المقعد زكي إبراهيم، والتي يتنافس الأخوان محمود (كمال الشناوي) وفريد (محمود السباع) على حبها؛ وفيلم المرأة شيطان/1949 إخراج عبدالفتاح حسن، قصة صالح جودت،و تمثيل محمد فوزي وسميحة توفيق ومحمود شكوكو وعلي الكسار ولولا صدقي، حيث أدت دور الممرضة أحلام التي تعيل والدها العاجز علي الكسار من خلال العمل بمستشفى الدكتور شريف (محمود السباع) الذي يعهد إليها برعاية إبنته سعاد (لولا صدقي) المصابة بانهيار عصبي والمتزوجة من الشاب المرح فؤاد عاصم (محمد فوزي) الذي يتزوج بأحلام بعد مقتل زوجته سعاد مسمومة.
التعليقات