بخطوات سريعة مدروسة تخطو البلاد نحو استراتيجية عمرانية عالمية تكون حاضنة عصرية للأنماط السكانية في أرجائها، ووضعت سقفاً زمنياً لذلك، متمثلاً في رؤية 2030، إذ يجب أن تظهر نتائج تلك الاستراتيجية على أرض الواقع تباعاً، ومن أجل ذلك نشاهد حركة عمرانية تسابق الزمن، وبالتوازي معها تحتضن الرياض عدد من المؤتمرات والفعاليات ذات الصبغتين الإقليمية والعالمية، لنرى على أرض الواقع النماذج العالمية للمدن والتخطيط العمراني المتفرد.

ها هي أمانة الرياض استضافت «مؤخرا» حدثاً عالمياً بعنوان «استدامة المدن: مستقبل آمن ومدن مرنة وشاملة»؛ لتتلاقى أهداف المؤتمر مع استراتيجية مدينة الرياض التي سيعلن عنها قريباً، وتتمحور أهدافها حول تعزيز دور المدينة كمحرك أساسي للتنمية المستدامة، حيث تصبح المدينة ملتقى للمواهب وأصحاب الفكر الإبداعي في جميع المجالات - ويصبح مسمى المدينة الذكية واقعاً يحاكي ما قامت به المملكة من تخطيط عمراني لمدينة نيوم، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كما أطلق واحداً من أكبر مشروعات المدن الذكية حول العالم، مشروع المدينة المليونية «ذا لاين» في نيوم، وهذا النوع من المشروعات يتماشى مع التوجه العام للسياسات الحكومية نحو توطين صناعات المستقبل وتطوير الأداء الحكومي باستخدام التكنولوجيا الحديثة تحت عنوان كبير اسمه تنويع الاقتصاد السعودي - وتستهدف هذه الاستراتيجية أن يرتفع ترتيب الرياض من المرتبة الـ 40 إلى أعلى 10 مدن على مستوى العالم.

إن أمانة منطقة الرياض تحمل «أمانة التطوير العمراني»، لتحقيق مفهوم جودة الحياة، والارتقاء بمفهوم السكن الآمن بمعطياته المتعددة.

في تقديري.. مثل هذه المؤتمرات المتخصصة تمثل منصة عالمية يتم من خلالها عرض التجارب الناجحة، لذا أقترح أن يتم استضافة هذا الحدث كل عامين؛ لنواكب أحدث ما وصل إليه العالم، بل ولكي نعرض على العالم تجارب المملكة المتفردة في المدن الذكية.