يتلقى النصف، أي 50% فقط، من الأطفال المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة، المسبب لمرض الإيدز، العلاج الضروري لإبقائهم على قيد الحياة، وهو معدل أقل مقارنة بالبالغين والتي تصل نسبة المتلقين منهم لتلك الأدوية والعقاقير أكثر من 75%، وذلك حسب التحديث الأخير للبيانات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة هذا الوباء العالمي.
وكنتيجة لتزايد المخاوف من تعثر وتراجع النجاح الذي تحقق على صعيد نسبة الأطفال الذين يتلقون مضادات الفيروسات، واتساع الهوة بين هذه الفئة العمرية وفئة البالغين، شرعت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسيف، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، مع كوكبة من الشركاء، في تأسيس تحالف دولي، يهدف بحلول نهاية العقد الجاري إلى توفير العلاج الأفضل لجميع الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، ومنع حدوث المزيد من حالات العدوى بين الأطفال الرضع.
وبالفعل تم إطلاق هذا التحالف الدولي للقضاء على الإيدز بحلول 2030 (Global Alliance for Ending AIDS in Children by 2030) مع بداية الشهر الجاري، ضمن فعاليات مؤتمر الإيدز السنوي في مدينة مونتريال. وبخلاف منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، انضم إلى التحالف العديد من منظمات المجتمع المدني، والمنظمات العاملة في مكافحة الإيدز على مستوى العالم، وسبعة عشر من حكومات الدول الأكثر تأثراً بهذا الوباء، ستعمل مجتمعة على تحقيق هذا الهدف، من خلال جهود مشتركة تعتمد على محاور محددة.
وفيروس نقص المناعة المكتسبة، لا يزال يمثل قضية صحية عامة عالمية، فمنذ ظهوره في عقد الثمانينات أودى- حتى الآن- بحياة أكثر من 40 مليون شخص. ورغم أنه لا يوجد بعد علاج يحقق الشفاء التام من هذا الفيروس، إلا أن الاختراقات التي تحققت على صعيد التشخيص والعلاج والرعاية، حولت الإصابة بفيروس نقص المناعة إلى حالة صحية مزمنة، يمكن السيطرة عليها، مما يمكن الأشخاص المصابين بالفيروس من أن يعيشوا حياة طويلة. ويُقدر أنه في نهاية عام 2021، كان هناك أكثر من 38 مليون شخص مصابين بالفيروس، ثلثاهم (25 مليون) في أفريقيا، وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية. كما أنه في عام 2021، توفي 650 ألف شخص لأسباب تتعلق بفيروس نقص المناعة، وأصيب 1.5 مليون شخص بالعدوى لأول مرة. ولغرض تحقيق الأهداف العالمية الجديدة على صعيد مكافحة واحتواء هذا الفيروس، والتي حددها برنامج الأمم المتحدة المشترك، يحتاج العالم إلى مضاعفة الجهود، لتجنب السيناريو الأسوأ المتمثل في 7.7 مليون حالة وفاة خلال السنوات العشر المقبلة. وهو السيناريو المحتمل حالياً، في ظل زيادة معدلات الإصابات، نتيجة توقف وتدهور خدمات الرعاية الصحية للمصابين خلال جائحة كوفيد-19.