وعيا منه بأهمية الإعلام ودوره في تنوير الرأي العام، وحرصا منه على الالتزام بعادته في إطلاع الرأي العام على نشاط الدبلوماسية البحرينية، عقد الوزير عبداللطيف الزياني وزير الخارجية لقاء مفتوحا مع كتاب الرأي. وقد عرض في هذا اللقاء حصيلة النشاط الدبلوماسي المكثف لمملكة البحرين في الفترة الأخيرة الموسومة دوليا بتعدد الأزمات ووفرة التحديات، متوقفا عند الجهود الجبارة التي بذلها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم في دعم مساعي إحلال السلام والأمن والعمل على ديمومتهما إقليميا ودوليا.

حرص الوزير عند عرضه تفاصيل مشاركة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم، حفظه الله ورعاه، في أكثر من مؤتمر بدءا من قمة جدة للأمن والتنمية مرورا باللقاء التشاوري الأخوي في مدينة العلمين وانتهاء بالقمة البحرينية الفرنسية في باريس على تأكيد موقف المملكة الثابت من قضايا الإقليم المصيرية وقضايا العالم التي تلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين، وعلى بيان إيمان مملكة البحرين الراسخ بما لقيم التسامح والحوار من أدوار حاسمة في حل مختلف القضايا الخلافية بين الدول.

توقف الوزير الزياني في هذا الإطار عند نهج جلالة الملك المعظم في إدارة ملفات المنطقة، وبعد نظره وعمق رؤيته التي يزن بها جسامة الأزمات والصراعات الدائرة ومدى تأثيرها المباشر في الأمن والسلم في الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط والعالم، وسداد رأيه في كل ما يوجه به حكومته التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، مبينا ما لهذه السياسة الملكية الحكيمة من أثر في تأكيد مكانة البحرين إقليميا ودوليا، وتثبيت السمعة الطيبة التي تحظى بها دبلوماسيتها الرشيدة.

وقد تناول الوزير مختلف الملفات التي حظيت بمتابعة ملكية سامية في الفترة الأخيرة فتحدث عن قمة جدة، مشيدا بالكلمة الملكية السامية التي ركز فيها جلالته على ضرورة التحلي بالحكمة منهجا لمواجهة مختلف الأزمات وحل مختلف المعضلات التي تحول دون استقرار الأوضاع واستتباب أمن وسلام دائمين، وفي هذا الإطار أشار الوزير الزياني إلى ما للمسألة الفلسطينية من أهمية في الفكر الإستراتيجي لجلالة الملك المعظم، وإلى أهمية المشاركة البحرينية في البحث عن تسوية سلمية تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، داعيا إلى خلق الفرص الاقتصادية للشعب الفلسطيني، ومواصلة الجهود المشتركة مع قوى الخير والسلام العالميين لجعل منطقتنا خالية من أسلحة الدمار الشامل نابذة للعنف والإرهاب.

وقد عبر جلالة الملك المعظم في كلمته أمام القمة عن ثبات مواقف مملكة البحرين إزاء كل القضايا التي تهم مستقبل الدول والمجتمعات ووضوحها، لقيامها على مبادئ السلام والإخاء والتضامن الإنساني، وعن دعم المملكة لجهود الدول الأخرى الرامية لاستقرار أسعار الطاقة والحبوب اللذين تشهد أسعارهما عدم استقرار أظهر عجز كثير من الدول بعد أن عصف بهما الفقر وصارت ميزانياتها خاوية عن ضمان حاجاتها الحيوية من الطاقة والغذاء، وقد شدد جلالة الملك في هذا الإطار على واجب تحقيق الأمن الغذائي لكافة الدول والمجتمعات الإنسانية وضرورته.

عظيمة وجبارة هي الجهود التي يصرفها جلالة الملك بحثا عن الأمن والسلام، وهو لا يوفر فرصة لضمان ذلك إلا وعمل على دعمها بشتى الأشكال وخاصة منها مشاركته في مختلف اللقاءات والمشاورات المفصلية التي تعقدها الدول الشقيقة والصديقة للتباحث في قضايا الأمن والسلام المشتركة والتشاور في آفاق التعاون المشترك وتنسيق المواقف إزاء القضايا المحورية التي تهم الإقليم والشرق الأوسط والعالم، وتألقه في هذه المشاركات بآرائه الحصيفة ووجهات نظره السديدة التي تصب في صالح الدول والمجتمعات. وقد بين وزير الخارجية أن جلالة الملك حضر لقاء العلمين التشاوري الذي ضم إلى جانب مملكة البحرين كلا من مصر ودولة الإمارات العربية والأردن، حيث ناقشوا في هذا المؤتمر توحيد المواقف لمواجهة التحديات الجمة التي تحيط بدول المنطقة واتفقوا على العمل على تكريس السلام والأمن، وتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين الدول باعتبار أن الاقتصاد القوي هو الضامن للاستقرار والأمن.

وتحدث الوزير عن نتائج الزيارة المثمرة لجلالة الملك المعظم إلى الجمهورية الفرنسية ولقائه بالرئيس الفرنسي ماكرون، وقد أوضح أن الزيارة حققت النتائج المرجوة، وأسهمت في توطيد أواصر الصداقة والشراكة الإستراتيجية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية والدفاعية والثقافية والسياحية، إلى جانب القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

كل الذي كان يهم المواطن ويرضيه في شأن النهج السياسي الخارجي الذي تسترشد به مملكة البحرين في ظل قيادة سيدي جلالة الملك المعظم كان حاضرا في هذا اللقاء الإعلامي المثمر، وقد غطته الصحف الوطنية بمملكة البحرين في التو والحال وتوسعت في الحديث عنه في اليوم التالي، إذ وضعت المهتمين والمتابعين للشأن الوطني ممن تعذر عليهم الحضور، مثلي، في قلب اللقاء، وأكدت القناعة الراسخة بالأدوار المحورية التي تضطلع بها الديبلوماسية البحرينية في تفعيل توجهات سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، القائمة على مبادئ الحرص على إعلاء راية البحرين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وعلى تعزيز شراكات البحرين الدائمة والاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة، وعلى دعم العمل المشترك مع هذه الدول من أجل إيجاد حلول سلمية وعقلانية لكل الأزمات الدولية.