أعتقد هذا العام -ولله الحمد- كانت حالة الانتظام الشعبي والتقيد بالأنظمة والاحترام للآخرين بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني أفضل كثيرا من الأعوام الماضية، نعم حصلت حوادث معينة، ولكنها من وجهة نظري طبيعية في أي مناسبة ضخمة مثل هذه المناسبة، ويحدث ذلك عند الكثير من شعوب الدول المتقدمة كما نطلق عليهم.

التفاعل مع المناسبات الوطنية موجود بكل دول العالم، ولكن من متابعة دقيقة نجد لدينا ذلك وهذه حقيقة مختلفة، بالسابق كان الأمر لا يتجاوز التفاعل مع اليوم الوطني كالتفاعل مع الأحداث الرياضية وخصوصا كرة القدم، والخروج بعشوائية غير منظمة واستغلال البعض للانعكاسات الشريرة داخلهم، وعكسها على المتواجدين من الجمهور، وشاهدنا بالسابق حوادث مُخجلة وغير أخلاقية، واستغلها الكثير في الفترات السابقة ونادوا بصورة علنية "بتجريم الفرح" وعدم إتاحة الفرصة للشعب بالخروج للفرح والبحث عن البهجة، ووصل الأمر لتحقيق أهدافهم باختلاق أفكار قد ينتج عنها السماح بالفرح للإضرار بالأمن القومي.

الحزم الأمني كان عنوان احتفالات هذا العام، وتفاعل النيابة العامة كان كالمعتاد مميزا، وإن كان السؤال لدى الكثيرين، لماذا فقط كان إبراز ذلك إعلاميا، للأحداث التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان بالإمكان إبراز أحداث أخرى لم تسجلها كاميرات جوال المواطن الصحفي، لكي يكون العنوان أكثر وضوحا، وإن كان هذا الأمر طبيعيا، ولكن من المهم أيضا التسليط الإعلامي لأحداث لم تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي، لكبح جماح تفكير المتربصين بنا مع كل حدث يحدث لدينا وكأننا مختلفون عن العالم، رغم أننا مجتمع طبيعي جداً ولكن تفاعلنا هو غير الطبيعي، في متابعة الأحداث السلبية وتناقلها بصورة سريعة جداً.

نحن منذ سنوات قليلة أمام حالة شعبوية مختلفة، الاحتفالية باليوم الوطني وهذه حقيقة مختلفة لدينا -ولله الحمد-، ولكن هل فكرنا أن نطور هذه الاحتفالية، الأمر ليس إيجاد عروض طيران أو ألعاب نارية أو غيرها من الفعاليات، الأمر يستحق أن نجعل من مناسبة اليوم الوطني ويوم التأسيس مهرجانا شعبيا ضخما، ويكون رافدا سياحيا مهما، نحتاج لأن يكون الوضع مختلفا بالفعل، ليس مجرد ازدحام مروري ورفع أعلام، بالإمكان أن يكون مهرجانا سنويا منظما وغير مرتبط بفعاليات تقليدية، لدينا الكثير والكثير ولكن للأسف الأفكار التقليدية نعيش في محيطها، نحتاج من الآن ولشهور عديدة تسبق المناسبة القادمة للتخطيط بأن يكون لدينا حدث مختلف بكل ما تعنيه الكلمة ونحن قادرون على ذلك وقادرون على جذب الجميع لهذه المهرجانات، لا تتركوا الأمر مجرد مواكب سيارات واحتفالات محدودة، دعونا نفكر خارج الصندوق، لكي تكون مهرجاناتنا أحداثا مختلفة بالفعل.