لا أحد يعلم فعلا متى خلق آدم، ولا كم مضى على البشرية منذ وفاته...
صحيح أن اليهود يعتقدون أن الأرض خلقت قبل موسى بسبعة آلاف عام، وصحيح أن هناك حديثا نبويا يقول "الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها".. لكن المصدر الأول لا يلزمنا، والثاني حديث ضعيف، وإسناده مجهول، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال عنه ابن الأثير "ألفاظه مصنوعة"...
الشيء الوحيد المؤكد أنه "في زمن آدم وحواء" لم يكن فوق الأرض كلها سوى شخصين فقط..
أما متى ظهرا؟ فهناك دراسة لمكتب المرجع السكاني في واشنطن Population Reference Bureau رجحت وجود شخصين فقط عام 50,000 قبل الميلاد، وهذا من جهة نظر حسابية بحتة ليس لها دخل بالروايات الدينية.
وفي عام 8000 قبل الميلاد أصبح هناك خمسة ملايين إنسان في العالم كله "أي أقل من سكان الرياض اليوم".
وفي العام الذي ولد فيه عيسى المسيح أصبح هناك 300 مليون إنسان في العالم كله "أي أقل من سكان أمريكا اليوم".
وبعد 1200 عام من وفاته، ارتفع عدد البشر إلى 450 مليون نسمة فقط "وتعد زيادة ضئيلة خلال 12 قرنا".
ولم يتخط البشر حاجز المليار نسمة إلا عام 1800 "أي في مطلع القرن الـ19"..
لكن بنهاية القرن الـ20 "عام 2000" تجاوز ستة مليارات نسمة...
وخلال 15 عاما فقط "تحديدا 2015" تجاوز حاجز سبعة مليارات...
أما في عام 2025 فيتوقع أن يتجاوز البشر حاجز تسعة مليارات نسمة...
هذا التضاعف الرهيب يجعل الإنسان أكثر المخلوقات بعدا عن الانقراض، ويجعل جنسنا الحالي "الهوموسبين" أكثر حظا من أجناس بشرية كثيرة انقرضت قبلنا، ولم تنجح مثلنا في تجاوز عنق الزجاجة.
وقبل أن أغادر، لاحظ أن الإحصائيات السابقة تتعلق بتضاعف عدد "الأحياء" خلال الـ500 قرن الأخيرة، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن عدد الأموات الذين توفوا خلال القرون الماضية؟!
بحسب المصدر السابق يقدر أن عدد سكان القبور منذ 500 قرن يتجاوز 108 مليارات شخص ميت "مقابل 7,7 مليار عدد الأحياء هذه الأيام"!
.. وبقسمة العدد الأول على الثاني، يتضح أن هناك 14 شخصا يعيشون تحت سطح الأرض، مقابل كل شخص لا يزال حيا ويأمل في البقاء فوق سطح الأرض!
... أتساءل إن كان أبوالعلاء المعري قد توصل إلى هذه المعادلة حين قال:
خفف الوطء فما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
التعليقات