صحيح أن السياحة في وطننا المعطاء صناعة وليدة، غير أن ما تحقق في مضامير هذا القطاع في سائر مناطق ومحافظات ومدن المملكة في فترة قياسية سريعة ومدهشة، يضعنا أمام حقيقة واضحة هي أن بلادنا سوف تغدو، بفضل الله، ثم بدعم مطلق من قيادتنا الرشيدة «أيَّدها الله»، وجهة سياحية هامة ومنطقة جذب سياحي لن تنحصر فوائدها الكبرى على المواطنين والمقيمين في البلاد، بل ستمتد إلى سائر البلدان الإقليمية والعربية والصديقة، وقد وقفت قبل أيام على سلسلة من الأطروحات الحيوية حول تفعيل ذلك القطاع، من بينها تلك التي طرح معالمها المستشار السياحي الدكتور أحمد العمير، حيث بسط بخبرته ثقافة المجتمع السياحية على اعتبار أنها من أهم عوامل الاستدامة خلال ندوة نظمها مؤخرًا منتدى الثلاثاء الثقافي بمحافظة القطيف لصاحبه جعفر الشايب، حيث كان التركيز منصبًّا على القضايا السياحية في الوطن، ومناقشة أدوارها الحيوية.


هي ندوة حيوية عالجت بإسهاب أنماط المسارات السياحية في العالم، وكيفية استفادة وطننا من معطياتها المتنوعة مع الاحتفاظ بثقافتنا المتميزة، وتقاليدنا العريقة المستمدة من أصول وأعراف مبادئ عقيدتنا الإسلامية السمحة، فالسياحة البيئية والثقافية تُعدُّ من أهم عوامل نجاح الاستدامة، لاسيما أن الفرص المتاحة أمام الاستثمار في قطاع السياحة لا عدَّ لها ولا حصر، وكلها تشير إلى قيام صناعة هامة في مضامير هذا القطاع إذا ما علمنا يقينًا أن المقومات السياحية في بلادنا متعددة، وأنها سوف تنعكس على نقاط جذب سياحي مع توافر التأشيرات السياحية، والعملات الصعبة، وتنمية الحِرَف اليدوية، والمقتنيات ونحوها من الإجراءات في ظل الانفتاحات الفكرية الواسعة على ثقافات وحضارات شعوب العالم وأممه.