شهر أكتوبر من كل عام مخصص للتذكير بمرض سرطان الثدي، حيث تعقد فيه الحملات والورش التعليمية والتثقيفية والمحاضرات والندوات، وذلك بهدف رفع وتيرة الوعي لدى النساء بشكل عام ولدى المصابات بسرطان الثدي وأهاليهم بشكل خاص، من أجل تشجيع البرامج الصحية الوقائية للكشف المبكر عن المرض في مراحله الأولى، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى خفض معدل الوفيات مع تطبيق برامج الكشف المبكر بنسبة تتراوح بين 20 % إلى 30 %، حيث تلعب المنظمة دوراً مهماً في إلزام الهيئات الصحية ووزارات الصحة في الدول على تفعيل تلك البرامج في خططها الصحية.
سرطان الثدي هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب الثدي ويظهر في قنوات وغدد الحليب، وقد لا تظهر عادة أي أعراض في مراحله المبكرة (ولهذا وجب التعرف عليه في تلك المرحلة)، ولكن قد تظهر علامات على شكل نتوءات صلبة تحت الجلد في منطقة الثدي أو الإبط، تغير ملمس الجلد وطبيعته في منطقة الثدي، خروج إفرازات غير طبيعية من حلمة الثدي، ألم وتيبس الثدي. ويزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر، وتلعب الوراثة عاملاً أساسياً في الإصابة به حيث تقدر النسبة ما بين 5 إلى 10 في المئة لدى الأقارب من الدرجة الأولى أي الأم والأخت والبنت.
تمثل الصورة الإشعاعية للثدي (الماموغرام) دوراً مهماً أيضاً في الكشف المبكر لمرض سرطان الثدي وحتى قبل ظهور الأعراض، حيث تبدأ أول صورة للكشف في سن ما بين 35 و39 عاماً، وتتم على فترات تتراوح بين كل سنة أو سنتين، وهذه الطريقة فعالة جداً حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى خفض معدل الوفيات بسبب سرطان الثدي ما بين 20 - 30 % بين النساء بعد سن الخمسين.
هناك العديد من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ومجموعات الدعم للمرضى التي تعمل جلها على الفعاليات والبرامج التي تصب في هذا المجال طوال العام، ولكن يتم تكثيف العمل والبرامج والفعاليات في شهر أكتوبر، الذي نتمنى فيه لجميع النساء بلا استثناء الاهتمام بالكشف الذاتي للثدي في اليوم السادس أو السابع بعد الدورة الشهرية وإلى برامج الكشف المبكر وعمل أشعة الماموغرام في العمر من 30 وبشكل دوري كل عام أو عامين حسب الإرشادات الصحية الموصى بها من قبل الأطباء، حيث يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على حد سواء، وتلعب البرامج الوطنية لمكافحة السرطان إلى جانب البرامج المتكاملة للوقاية دوراً مهماً في مكافحته والتصدي له.
وأما فيما يتعلق بالوشاح أو الشريطة ذات اللون الوردي حيث بدأت العام 1991 في مدينة نيويورك من قبل مؤسسة (كومن) نسبة إلى السيدة (سوزان كومن) التي توفيت بسبب سرطان الثدي في سن 33 حيث قررت أختها (نانسي كومن) إنشاء مؤسسة خيرية باسمها مخصصة لدعم مرضى سرطان الثدي، حيث تم توزيعها للمتسابقين في الماراثون الذي أقيم دعماً للناجين من مرض سرطان الثدي وثم تم اعتماد الشريطة كشعار عام للتذكير بسرطان الثدي.
التعليقات