عندما نسمع كلمة «دبلوماسية» نذهب بفكرنا إلى الجانب السياسي أو الدبلوماسية في الحديث ولباقة الظهور، لكنها في الواقع مصطلح عميق له العديد من المعاني واليوم إذا سلطنا الضوء عليه من الجانب الحديث فإننا نجد بأن التطور التقني أدى إلى انهيار كافة الحواجز الجغرافية، لذلك نرى اهتمام كافة السياسية والدبلوماسيين في هذا الجانب وهنا نشهد بزوغ فجر «الدبلوماسية الرقمية».

بلا شك، إن الدبلوماسية الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الدبلوماسية العامة وإن الأدوات التقنية ساهمت في ظهور الجانب الدبلوماسي للمجتمع من خلال تسريع بناء الحركة الدبلوماسية والمشاركة العامة للأحداث في العديد من الدول حسب السياسات المتبعة والتي قد تستغرق عدة سنوات لكنها تحققت بهذا التطور السريع وفي فترة وجيزة من خلال المشاركات الدبلوماسية في المحافل السياسية ومشاركة الآراء وغيرها من المواقف التي تتخذها دول العالم حسب السياسات المتبعة.

واليوم في منصات المواقع الافتراضية وبمختلف تطبيقاته يمكننا أن نشهد الوجود الكبير والحضور البارز للنخب السياسية والحكام والملوك ورؤساء الدول العظمى والشخصيات الوطنية والمؤسسات الدبلوماسية من خلال مشاركتنا لمحتواهما الرقمي سواء تغريدة، أو صورة، أو رأي، أو وجهة نظر وذلك الذي أدى إلى تقريب المسافات والتعرف على أفكارهم ومواقفهم ومشاركتهم الرأي بصورة مباشرة وبأسلوب عصري وهذا الذي يدفع أغلب الشخصيات البارزة أن يكونوا أكثر حرصًا في الظهور بالصورة اللائقة لاعتبارهم رمزًا وطنيًا من رموز الوطن.

وما دفعني في البحث في هذا الشأن، إن الملف الدبلوماسي البحريني يضم العديد من الشخصيات الوطنية البارزة التي استطاعت أن تواصل العمل بكفاءة واقتدار في هذه المسيرة الدبلوماسية والتي تنتهج النهج الملكي السامي لسيدي صاحب الجلالة الملك المعظم - حفظه الله - ورعاه، والتي تظهر في كافة المحافل سواء المحلية والعربية والعالمية لتستعرض التجربة البحرينية في السلك الدبلوماسي حسب البروتوكولات المحددة وفقًا للأعراف الدولية والتجارب السياسية في العمل الدبلوماسي البحريني.

إن الدبلوماسية الرقمية ليست بديلة عن الدبلوماسية العامة والمتعارف عليها ولا يسعني التعمق بها في مقال، بل هي دراسات مبنية على أسس ومراجع علمية وخاضعة للدراسة المستمرة، ولكن يمكننا التأكيد على أن الثورة الرقمية وضعت ملامح جديدة وعصرية للعمل السياسي والدبلوماسي والذي يساهم في تعزيز العلاقات وتوطيد التعاون الذي يحقق المصالح الدبلوماسية المشتركة وتحقيق الأمن وبلوغ التطلعات والطموحات بين جميع دول العالم.