زادت كثافة جرعة السخرية التي نالتها المذيعة ياسمين عز من رامز جلال، في برنامجه (نيفر إند) تستطيع ببساطة أن تحدد مقدار تلك الجرعة، من خلال مقارنة الحلقة الثالثة، بأول حلقتين له مع محمد رمضان وأحمد السقا.

كانت هناك سخرية قطعاً من رمضان والسقا، إلا أن سقف الانتقاد ظل في منطقة المسموح، لم يخترق الخط الأحمر، بينما مع ياسمين، وصل إلى الذروة، وفي بعض التعليقات تجاوز حدود المسموح.
ياسمين تقدم برنامجها (مع الناس) على شبكة (إم بي سي مصر)، دائماً تحظى بـ(تريند)، بسبب آرائها المتطرفة في الدفاع عن الرجل، لمجرد أنه رجل، تبدو كأنها تقدم وجهاً آخر (للست أمينة) في ثلاثية نجيب محفوظ، الدور الذي أدته آمال زايد في الأفلام التي أخرجها حسن الإمام، وصارت عنواناً للخضوع المطلق لـ(سي السيد عبد الجواد) الشخصية التي لعبها يحيى شاهين.
وأضافت ياسمين لـ(أمينة) قدراً من التغزل في قدرات الرجل وملامحه، لم تسمح قطعاً الرواية ولا الأفلام بإظهاره، ولهذا فإنها تلقت كثيراً من الانتقادات التي وصلت إلى حدود التشفي بعد حلقتها مع (رامز).
في (نيفر إند) أكدت أنها فوجئت بالمقلب، وهو ما سبق أن ذكره أيضاً رمضان والسقا، البرنامج يسعى لتقديم الإنسان في لحظات مصيرية فتكتشف شخصيته الحقيقية.
ياسمين كما هو واضح من الحلقات لا تتمتع بثبات انفعالي، انهارت بسرعة أمام حالة الهلع التي صدرها لها البرنامج، ولم تستطع مواجهة الخدعة التي حاكها فريق رامز، ولم تتمالك نفسها إلا مع لحظة النهاية وتأكدها أنها الفقرة الأخيرة.
هل تقدم ياسمين آراءها الحقيقية في برنامجها (مع الناس)؟ أم أنها تتقمص شخصية محددة المعالم مسبقاً ومنوط بها أداؤها؟
العالم كله، وليس فقط عالمنا العربي، يرى أن هناك ظلماً تعاني منه المرأة، والدليل منظمة (5050) التي تطالب بالمساواة في كل شيء، ونصيب المرأة يجب أن يتساوى مع الرجل في كل مناحي الحياة، بين الحين والآخر، نلمح مظاهرات نسائية في عدد من المهرجانات السينمائية الكبرى مثل (كان)، عندما تعلن أفلام المسابقة الرسمية، وتستشعر النساء بضآلة نصيبهن في عدد الأفلام المشاركة، يعتبرن المهرجان متحيزاً ضد المرأة، رغم أن معيار الاختيار يجب أن يكون فنياً فقط، ولا مجال أبداً للتمييز بين رجل أو امرأة.

أعود للسؤال، هل تعبر ياسمين عز عن قناعتها؟ تفسيري الشخصي أنها مع بدايات برنامجها كانت تؤدي شخصية، رأى البعض فيها ملمحاً للنجاح الجماهيري، ومع استمرار الحلقات، وجدت نفسها (تريند)، فأمسكت بها وصدقتها، الخط الفاصل بين قناعات ياسمين الشخصية وما تقدمه من أفكار في برنامجها تلاشى تماماً، فصارت لا تؤدي دوراً، بل تعبر عن أفكارها ومشاعرها الشخصية، تماماً مثل الممثل الذي يتقمص في الاستوديو شخصية درامية، تظل ملازمة له حتى بعد نهاية التصوير.
من يعترضون على آراء ياسمين، ليسوا جميعاً من النساء، حتى الرجال الذين يجدون في حديثها متنفساً ذكورياً، لا يعني ذلك موافقتهم على كل آرائها، وفي الحالتين؛ الرفض والقبول، يتحقق لها (التريند) الذي يضعها في مقدمة (الكادر).
ياسمين تجيد قراءة (السوشيال ميديا)، وتعرف مفاتيح الشفرة، تتحدث عن الصوتين الشتوي والصيفي، وعن ضرورة أن تبلع المرأة ريقها قبل أن تتحدث مع الرجل، في البداية تقمصت تلك القناعة، صارت الآن قناعتها، استطاع رامز في برنامجه التنفيس عن جزء لا بأس به من مساحات الغضب النسائي، وأيضاً الذكوري!!