لم تكن المملكة العربية السعودية قبل عام 2016 هي نفسها بعد هذا العام، فالفرق بينهما كبير، هذا الفرق لمسه المواطن في الداخل، ولاحظه المتابع والمتخصص في الخارج، ففي هذا العام، أعلنت المملكة عن رؤية 2030 التي لم تترك أمراً في البلاد، إلا وخصصت له البرامج والخطط النوعية، التي تستهدف تطويره وتحديثه وإعادة بنائه من جديد.

الرؤية التي باركها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاغ برامجها بكفاءة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مستعيناً بالفكر الشبابي الحديث، نجحت وبامتياز في ميلاد وطن قوي وراسخ، يتمتع بكل مقومات الاستدامة والتقدم، التي تجعل منه مثالاً يحتذى به بين الدول في العزيمة والإرادة على صنع المستحيل وسط عالم غير مستقر، وكأنه يغلي فوق صفيح ساخن.

وبعد مرور سبع سنوات من عمر الرؤية، نستطيع التأكيد على أن ما حققته على أرض الواقع من إنجازات نوعية، طالت كل مفاصل الدولة، هي كثيرة ومتعددة، جاءت نتاج جهود مضنية وعمل دؤوب، أشرف عليه ولي العهد، الذي تابع كل صغيرة وكبيرة، ضمن خلية عمل حكومية، نفذته سواعد أبناء الوطن، الذين أيدوا كل ما جاء في الرؤية، وحرصوا على مواكبة المتغيرات العالمية، ومسايرة العصر.

شهد العام الماضي (2022) المزيد من إنجازات الرؤية، في العديد من المجالات، ضمن وتيرة تغيير سريعة ومتلاحقة، مع اتساع نطاق الإصلاحات في هيكلة الاقتصاد الوطني، وإعادة بنائه من جديد، مع حزمة تفاصيل أكثر، شملت تضاعف عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في منظومة الاقتصاد الوطني، والحد من البطالة بين أبناء الوطن، والوصول بها إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2016، إلى جانب النهوض بقطاع السياحة والترفيه لدعم الاقتصاد، والاهتمام الخاص بتعزيز الإيرادات الحكومية غير النفطية، وبلوغها أكثر من الضعف منذ عام 2016، تحقيقاً لوعد أطلقته الرؤية مبكراً، بالحد من الاعتماد على دخل قطاع النفط، فضلاً عن برامج تمكين المرأة، وفتح المجال لها، كي تثبت نفسها في رحلة التنمية والازدهار التي تشهدها البلاد، بجانب أخيها الرجل، وحل أزمة السكن، اعتماداً على القطاع الخاص، وصولاً إلى البرامج والمبادرات للمحافظة على البيئة نقية وخالية من التلوث، وغيرها الكثير من الإنجازات.

هذه النجاحات، أسهمت في تعزيز الإيمان الراسخ لدى كل مواطن ومواطنة بأن الرؤية أصبحت اليوم بمثابة رحلة نحو مستقبلٍ حافلٍ بالفرص الجادة، لشباب المملكة الطموح والمبدع، الهدف منها، بناء مستقبل مزدهر ومبشر بالخير، من خلال تحقيق النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة. ولم يكن للرؤية أن تحقق ما حققته، لولا أنها مرتَ بثلاث محطات، المحطة الأولى ركزت على تغيير الصورة الذهنية، وتعزيز الكفاءة، وإرساء الأسس بتمكينٍ من الحكومة، حيث كان لها دور رئيس في السياسات والتنفيذ، وقد جنينا الكثير من ثمار تلك المحطة. ونحن الآن في المحطة الثانية؛ لنعظّم أثر الرؤية، وننتقل إلى المرحلة الثالثة التي ستركّز على الاستمرارية، وتحقيق النتائج المستدامة.

وغداً، سنحتفل مجدداً بتحقيق المزيد من الوعود التي أطلقتها الرؤية، بالوصول إلى وطن نموذجي، يتمتع جميع من يعيش على أرضه بالرفاهية والتقدم المطلوب، خاصة بعد الانتهاء من المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة، وستكون داعمة للاقتصاد الوطني.