بتوجيهات مباركة من معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس تعمل وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي- القسم النسائي بقيادة مساعد الرئيس العام للشؤون النسائية بالمسجد النبوي الدكتورة فاطمة التويجري على تطوير وتحسين العمل وفق منهجيات علمية وتبني الأفكار الإبداعية لبنات الوطن اللاتي يعملن فكرهن ويستثمرن قدراتهن من أجل تقديم أفضل مستوى ممكن من الخدمة للمستفيدات.
عايشت عن قرب وشاهدت بأم عيني الأداء عالي الجودة في مبادرة (فريق دعم الحشود لموسم رمضان لعام 1444هـ) وهي كلمة حق تذكر للتاريخ، كيف يكون العمل بحب وانتماء واستشعار لعظم الأمانة والمسؤولية.. العمل ضمن منظومة شؤون الحرمين هو تشريف لكل من ينتمي لهذه المهمة الكبرى في خدمة ضيوف وزوار الحرمين الشريفين.
إدارة الحشود ليس بالأمر الهين إطلاقًا في كل المنظمات وفي كل دول العالم، المبادرة النوعية التي خطط لها بعناية فائقة من قبل فريق دعم وتحقيق مشاريع الرؤية الوطنية يدرك تمامًا أهمية هذا الأمر والعناية به، لتقديم الدعم الميداني في المواقع الأكثر ازدحامًا خلال موسم رمضان والاستعداد المبكر للتعامل قبل وصولهن إلى المصليات النسائية.
أريد أن أرسم بكلماتي هذه ما تم فعليًا على أرض الواقع من انسيابية للحركة وهدوء تام وتنقل بين الصفوف بسلام وأمان وهدوء بدون أي توتر أو خلل في الخطة المرسومة باقتدار وتمكن.
تواصلت مباشرة مع المسؤولة عن التنفيذ -الأستاذة سناء خلف- وقلت لها حرفيًا كم أنا شخصيًا فخورة بما قمتم به من عمل يليق بنا كوطن قيادة وحكومة وشعبًا، وكنتم أنتم المنفذون للخطط الكبرى التي تعمل عليها الأجهزة المعنية في تقديم الخدمات بضيوف الرحمن وتحقق معايير الجودة وتلبي طموحات وتوجيهات قيادتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
العمل المتقن دومًا يحتاج لخطة واضحة جلية أمام الفريق واعتماد ومباركة من القيادة المباشرة للعمل، وفي علم القيادة الاحترافية، الموظف المنجز لأداء عمله والمتميز في عطائه حتمًا وجد من يقدره ويعلي من شأنه ويبرز جهوده بفخر ليكون قدوة للآخرين في العطاء ولبذل المزيد نحو معايير الجودة والتميز.
التميّز في الأداء له متطلبات ويكون وفق مؤشرات تم صياغتها بمنهجية علمية ليتم متابعتها بصفة دورية وتعديل المسارات الانحرافية عن مدى تحقق الأهداف، هكذا تم الاعتماد في منهجيات العمل الخاصة بالتخطيط والجودة وفي والتميز والحوكمة المؤسسية تؤدي بنا إلى مسار الإنجاز المتميز.
العمل تم بالتنسيق المباشر مع القيادات الخاصة بتنظيم الحشود النسائية والأمن والسلامة النسائية والأبواب النسائية لتحديد المواقع التي تحتاج للدعم في ليلتي السابع والعشرين والتاسع والعشرين.. والمساندة في تنظيم ممرات مداخل البوابات وفي التجول لرصد المخالفات على موائد الإفطار وفي المساندة لتهدئة الأطفال في الساحات النسائية وكذلك التجول لمنع الافتراش في الممرات حتى لا تعيق عملية الحركة في المصليات النسائية.. كما يتضح جليًا الدور الخاص بتوزيع فريق المتطوعات ورفع التقارير اليومية للمبادرة ولعمل كل عضوة وتقييم الواقع من اجل التطوير والتحسين المستمر.
كان العدد للموظفات المنفذات للمبادرة أربعًا وعشرين فقط ولكن الأداء العالي يعطينا انطباعًا أن العدد أضعاف ما هو حقيقي وتلك والله الترجمة الفعلية للاستثمار الأمثل للكوادر البشرية والإدارة والقيادة الفاعلة في الميدان وأزيد عليها بركة المكان والزمان وتوفيق الله أولاً قبل كل شيء لمن يخلص في أداء عمله ليكون سبحانه جل في علاه عونًا ومعينًا ومساندًا ومؤيدًا ونصيرًا.. وكان إجمالي المتطوعات 482 متطوعة، ونحن بحاجة ماسة وحقيقية لبذل الجهد لغرس قيم التطوع والحرص الشديد على تطوير مهارات الاتصال الفعال والعمل على توعية مجتمعية أكبر تواكب هذا الجهد المبذول من شؤون الحرمين لنكون معًا على قلب واحد هدفنا وغايتنا تقديم الخدمة المثلى للمستفيد من هذه الخدمات.
شكرًا من الأعماق لنساء وبنات الوطن هذه الجهود المباركة فالبصمة كانت واضحة في خدمة الدين والوطن، وما أقدسها وأجلها من مهمة تلك التي تقدم لخدمة ضيوف الرحمن.. وبحول الله وتوفيقه سيكون كل يوم لنا موعد مع خدمة مضافة وتحسين في الأداء وتحقيق لمعايير الجودة والإتقان.
كلماتي هذه كتبتها بأمانة ومسؤولية لتكون شاهدة على منجزات وطن يؤمن بعمق الدور الهام في خدمة الحرمين الشريفين، شكرًا لإمارة منطقة المدينة المنورة ولسمو الأمير فيصل بن سلمان وسمو نائبه وكل القطاعات الأمنية والجهات المعنية التي تتضافر جهودهم مع شؤون الحرمين لتظهر الصورة مكتملة أمام أعين المستفيدين بهذه الروعة في الدقة والالتزام والإتقان.. العمل الجماعي يثمر ويعطي أفضل النتائج ودومًا يد الله مع الجماعة، فاللهم بارك في هذه الجهود واستعملنا جميعًا فيما يرضيك عنا وسخر لنا الأسباب لتقديم الخدمات التي تليق بقدسية ومكانة الحرمين الشريفين.
التعليقات