الإمارات دولة العلم والثقافة والفنون.. والكتاب.. هذا أكبر معرض كتاب عائم في العالم تحمله السفينة «لوغوس هوب» التي رست أمس الأول في ميناء زايد في أبوظبي، وبعد يومين تبدأ الدورة الجديدة 2023، من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وفي بحر أسبوع واحد فقط، كانت الصحف الإماراتية تزدهر بالأخبار الثقافية المحلية:.. مؤسسة محمد بن راشد تناقش منظومة من العناوين الجديدة للروايات المرشحة في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، واستعداد عام لمؤسسات الثقافة في الإمارات للمشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

إصدارات عن دائرة الثقافة في الشارقة، عن ندوة الثقافة والعلوم في دبي، وعن مشروع كلمة الترجماني في أبوظبي، وقبل أيام أعلن بيت الفلسفة في الفجيرة عن إصدار عناوين متخصصة تتوجه في مضامينها إلى الكبار والصغار، وقبل أيام اختتمت عروض المسرح المدرسي في الشارقة وفي دبي.

الإمارات مركز ثقافي اليوم بكل شروطه الموضوعية بداية من حركة الكتاب والنشر والترجمة، مروراً بصعود مؤشر عدد دور النشر الإماراتية، وكما نقول دائماً، فإن الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل في مؤشر هذا الصعود أن ملكية هذه الدور في أغلبها تعود إلى شعراء أو روائيين أو قاصّين أو كتّاب بشكل عام هم من جيل الشباب ومن الجنسين، لا بل يلاحظ أن المرأة الإماراتية الكاتبة تدخل سوق النشر بجرأة أكثر من الرجل، والمكان الإماراتي رحب ومفتوح لكل من يراهن على النشر المحلي ويتجاوز تحدياته، فالضمانة موجودة في الإمارات من حيث مدخلين:.. المدخل الأول حماية صناعة النشر الإماراتية في إطار قوانين ومحفّزات مبادرة «الصناعات الإبداعية» في الدولة، والمدخل الثاني تلك الامتيازات والتسهيلات التي توفرها مدينة الشارقة للنشر لقطاع الناشرين من إماراتيين وعرب.

في رحاب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين، وبحضور نخب إماراتية، وعربية، وعالمية ننظر باعتزاز إلى البيئة الثقافية المتجددة في الإمارات، ونعاين بتفاؤل منطقي الكيفية التي تجري فيها حوارات الثقافة وتبادل الأفكار ولقاء الحضارات في الإطار الثقافي الإماراتي بكل أطيافه ومكوّناته من مسرح، وفنون تشكيلية، وكتاب أدبية، وجوائز أدبية هي الأكثر والأرفع قيمةً ومعنى بالنسبة للمثقف والعربي وغير العربي اللذين يلتقيان هنا في الإمارات على مبدأ التعايش والصداقة.