قبل أن يشتهر ككاتب، وبعد أن أصدر سلسلة من الروايات عن عالم الجريمة والمخدرات، كان دون وينسلو (Don Winslow) يعمل مُفتّشا سريا خاصّا.
وفي ثلاثيته التي أصدر منها جزئين، هو يروي قصة عائلتين لهما جذور ايرلندية، تورّطتا في الإنخراط في المافيا لترتكبا جرائم رهيبة قائلا بإنه استوحى ثلاثيته من "إينييد" فرجيل وهي ملحمة تنقسم إلى قسمين، وتحتوي على اثني عشر نشيدا.
إلى جانب ذلك قرأ الكلاسيكيات الكبيرة مثل الأوديسه"، والالياذة"، لهوميروس، والتراجيديات الاغريقية لأن مثل هذه النصوص صمدت أمام الزمن لتتجاوز قرونا وعصورا لكنها ظلت حيّة في الذاكرة البشرية.
ويركز دون وينسلو على عالمٍ مضطرب، فيه يبرز أحيانا رجال الشرف. ويضيف قائلا بإن جلّ الروايات البوليسية الشهيرة تستند إلى الكلاسيكيات. فـ"العراب" مثلاً هي قراءة جديدة لمسرحية هنري الرابع لشكسبير التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. كما أنه يعتقد أن جيمس جويس كتب رائعته "أوليسيس" بفضل قراءته العميقة لهوميروس.
لكن كيف أصبح كاتبا؟
عن هذا السؤال يجيب دون وينسلو قائلا بإن والدته كانت مكتبية علمته حب الكتب وحرضته على الاقبال عليها. أما والده فقد كان بحارًا يُتقن رواية الحكايات العجيبة والغريبة. كما أنه كان قارئًا جيدًا.
وفي سنّ السادسة، صار يحلم أن يكون كاتبًا ذات يوم. وفي سنوات الطفولة، كان له شغف بقراءة كتب السير، وكتب التاريخ. وفي الثانية عشرة من عمره، اكتشف الروايات البوليسية بفضل والده فأُغرِمَ بها. ومرة أخد من المكتبة كتابا ظنّ المكتبي أنه لن يتمكن من قراءته لصعوبته إلاّ أن والدته قالت له، "اترك ابني يقرأ ما يشاء. فهو أعلم منك بما يحب".
وفي سنوات النضج قرأ تراجيديات شكسبير كلها. والآن هو يقول بإنه سينقطع عن الكتابة لكي يخصّص جلّ أوقاته مستقبلا لمنع دونالد ترامب من الدخول إلى "البيت الأبيض" لعهدة ثانية.
وهو يقول بإن مجرد التفكير في إمكانية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يصيبه بالدوار، ويجعله يشعر بالغثيان. لذلك لا بدّ من حشد أكثر ما يمكن من الأمريكيين لمنعه من الترشح ثانية. ويضيف دون وينسلو، قائلا: "ليذهب إلى الجحيم(يقصد دونالد ترامب) هو وعصابته..، لكن لا يعني هذا الاستهانة به لأنه إذا لم يُنتخب ثانية فإنه سيخصص كل جهده ووقته للانتقام مني"...
التعليقات