عفواً وبدايةً، حتى لا تذهبن بكم الظنون بعيداً، فما أقصده في العنوان: (تلك الكرش المباركة)، التي صنعت من ذلك (الأخ التركي ياسين) نجماً عالمياً، تدعوه العديد من الدول، والكثير من المطاعم الكبرى حول العالم، بحثاً عن الملايين من المتابعين له على مواقع التواصل!.

*****

* ذلك الرجل -زاده الله من فضله، واللهم لا حسد- أصبح مشهوراً ومليونيراً بمجرد مراقصة كرشه، فصدقت عليه عبارة إخواننا في مصر: (هزها تجيب رزقها)، تعليقاً على زيارته قبل أيام لعاصمتهم (القاهرة) لتنفيذ سلسلة من الإعلانات!.

*****

* طبعاً في عالم الفوضى وصناعة التفاهة التي نعيشها -وحديثي عن التصرفات والممارسات مع التقدير للشخوص- ليست (الكرش) وحدها من يجلب الشهرة والمال، فمع الرقص يأتي مسانداً (الشعر الكثيف المنكوش) كما يصنع (التيكتوك الألماني نويل روبنسون)، كما أن الشهرة والدولارات تحضر من (اللا شيء «حرفياً»)، كما هو حال مشهور (تيك توك، الإيطالي كابي ليم)، الذي لا ينطق بكلمة واحدة، فقط إظهار ملامح التعجب ومعها تحريك اليدين!.

*****

* وبما أننا في ساحة استثمار الجسد للشهرة والمتابعة، فمحلياً (الأذنان) يمكن أن يكونا مصدرين لهما أيضاً كـ(ذاك الرجل مع الاحترام جداً لشخصه الكريم)، الذي موهبته العبقرية التي لم يأت بها الأوائل، هي فقط أن يقلب أذنيه، ويغمض عينيه، زاعماً أنه بذلك يمتلك القدرة على توقع نتائج مباريات الكرة، وبذلك بات نجماً تستضيفه القنوات الفضائية!.

*****

* وفي هذا الإطار هناك الذين استغلوا إعاقاتهم وألوانهم، ليجعلوا منها وسيلة لإضحاك الجمهور من خلال فواصل من السخرية والتنمر على ذواتهم، في مشاهد مقززة يخجل منها زعيمهم (الحطيئة)، أما في ما يتعلق بـ(النساء) فلن أطيل عليكم بذكر الأساليب التي تسلكها شريحة (منهن)، والإمكانات التي يبرزنها لاستغفال واستغلال (بعض الرجال) للوصول لـ(الدراهم)، فأنتم تعرفونها!.

*****

* وهنا مخطئ جداً من يصف أولئك بسبب تصرفاتهم بالحمقى؛ فهم أذكياء، لأنهم يطبقون القاعدة الكروية: (اللي تغلبّه وتكسبّه إلعبّه)، فالملامة كلها على تلك الملايين التي تساهم بدعمهم ومتابعتهم والترويج لممارساتهم، ونشرها في مواقع التواصل؛ بينما تجد شريحة واسعة من أولئك -في الوقت نفسه- تتحدث عن رفض تلك السلوكيات ومن يمارسها.

*****

* أخيراً، يا جماعة الربع -وكما أكدت ذات مقال- أرجوكم، وتكفون، الرفض الحقيقي يكون بتهميش أولئك، وتجاهل متابعتهم، وتحذير الناشئة من سلوكياتهم؛ وتربيتهم على أن المجتمعات والأوطان والحضارات والتنمية المستدامة إنما يكتبها واقعاً: (الأبطال المدافعون عن حدود وأمن وطنهم، والعلماء والمثقفون والمخترعون في شتى المجالات رجالاً ونساء)، وأن المسلّمة الذهبية الثابتة أن (من جد وجد، وليس أن من هز حصد)، وسلامتكم.