قد تكون مرحلة جديدة في العمل الوطني، تلك التي دشنها حراك رسمي من أعلى سلطة قيادية في المملكة بدأها حضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم بلقاء على أعلى مستوى مع ولي عهده رئيس مجلس الوزارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظهما الله.

لقد بحث الاجتماع العديد من المواضيع المرتبطة بالشأن المحلي، قضاياه، خدماته، ما يحصل عليه المواطن من نصيب مراعاة من هذه الخدمات، جودة الأداء الحكومي، دور المرأة كشريك رئيسي وفاعل في مسيرة العمل الوطني والنماء المستدام وترسيخ التنافسية الاقتصادية.

كل ذلك وأكثر منه تم البحث فيه، وتم اتخاذ القرارات المناسبة بشأنه، فلا تراجع بعد اليوم عن المضي قدمًا باتجاه تطوير مخرجات الاقتصاد، وتنويع مصادره وترتيب أولوياته، والوفاء بمستلزماته.

هو في حد ذاته التصريح الذي جاء على لسان سمو ولي العهد بعد لقائه مع منتسبي وخريجي برنامج سموه لتنمية الكوادر الحكومية.

هي تصريحات تدفع باتجاه التميز والإبداع، فلا مجال للعمل العادي التقليدي، ولا مساحة تقاعس يمكن السماح بها للمسئول أن يؤدي عمله اليومي من أجل الارتقاء بالأداء، والوصول إلى أعلى درجات الجودة في الخدمات.

ربما تكون تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن تنمية الكوادر الحكومية، كان الهاجس مفتوحًا على مصراعيه، والتوجه معمولاً به من دون تخطيط مسبق، اعتمادًا على حسن النوايا.

وها نحن اليوم ننتقل من مرحلة الأماني إلى تحقيق الأحلام، ومن الأمل الوثير في الغد المشرق بإذن الله، إلى الحقيقة الواضحة القائمة على معطيات واقعية، وإمكانات واعية، وفريق عمل بحريني على أعلى درجات التحمل للمسئولية.

إنه التحدي وكيفية مواجهته، وعشق الإنجاز وآليات ترجمته، وحب الوطن والارتقاء بأبنائه في كل موقع وكل مكان.

إن هذه المرحلة من العمل الوطني لم تترك شاردة ولا واردة ترتبط بالنماء المستدام وتعزيز التنافسية والارتقاء بالجودة إلا وسبرنا أغوارها، وذهبنا إلى نهاية العالم ونحن نخوض في علومه وفنونه وآدابه، بكل إيمان بالله والإنسان والوطن.

هذا ما يسعى إلى تأكيده سمو ولي العهد، وهو ما يدفع سموه دائمًا وأبدًا إلى التأكيد على أهمية الارتقاء بالأداء، وأن هذا الارتقاء لن يتحقق إلا إذا كان أمامه وخلفه كادر وطني مؤهل وقادر على تحقيق الإضافة والمواكبة مع المتغيرات.

من هذا المنطلق كان لابد من تطوير الكادر البشري، الوقوف على مهاراته وتأكيد تميزه وتمكنه، وبلوغه أقصى مراتب الإبداع، لذا لم يكن غريبًا على قادتنا تلك الروح المفعمة بالحراك المسئول المؤمن، بالاجتماع مع من تحملوا مسئولية القيادة وهم في عز الشباب، بل وتجميع كل القوى الوطنية الفاعلة تحت سقف الأداء الحكومي وتطوير مرتكزاته، والدفع بزيادة الإنتاج، وتجويد مخرجاته.

إن مملكة البحرين دائمًا وأبدًا تسعى لتحقيق الرخاء والازدهار لمواطنيها، تمامًا مثلما ترعى حقوقهم، وتذود عن آلامهم، وتدافع عن آمالهم، وتحمي منجزاتهم، لذا كان هذا الحراك الرسمي الأعلى من أجل وطن دائم الرقي، ومواطن على أعلى درجات الارتقاء والترقي.