فتح مجالات عمل للشباب في شتى المجالات لا شك هو من أهم أولويات قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-، وهو أيضا من الأهداف التي تعمل من أجلها الجهات كافة بلا استثناء، حيث لا تدخر جميعها جهدا في توليد الوظائف وخلق فرص العمل وفتح آفاق لها وإيجاد الأفكار لذلك في مجالات مختلفة، من أجل إفساح المجال أمام المستثمرين ورواد الأعمال للتطوير والابتكار.
أحد المجالات الجديدة التي أبرزتها مؤخرا وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة فنون الطهي، من أجل أن يملأها الشباب بمشروعات وأفكار جديدة ومطورة ومحدّثة، كان مجال الطعام، وذلك من خلال مهرجان (فيست)، أو الوليمة للطعام السعودي، الذي نظمته هيئة فنون الطهي خلال الفترة من 22 نوفمبر ويستمر حتى 2 ديسمبر المقبل، للاحتفاء بالتراث الغذائي للمملكة وثقافتها الأصيلة في هذا المجال، بهدف التعريف بالمطبخ السعودي والأكلات المميزة لمناطق المملكة المختلفة، والاحتفاء بها كأحد أهم الموروثات الأصيلة التي تعكس الهوية السعودية وتكرسها بين ثقافات العالم.
تسعى الوزارة من خلال هذا المهرجان المبتكر إلى تشجيع شباب الوطن من هواة هذا المجال والمهتمين به لتحويل هواياتهم إلى مشروعات تجارية ومجالات عمل مستحدثة، تُعنى بالتراث الغذائي لكل منطقة بالمملكة، وتقدمها كهوية مميزة لها في إطار الهوية السعودية الجامعة.
مهرجان الوليمة للطعام السعودي حقيقة لم يدخر جهدا في تمهيد الطريق أمام الشباب لخوض غمار هذا المجال، من خلال تخصيص منطقة للأعمال والتعليم لتكون أكبر تجمع للمهتمين والمختصين في فنون الطهي عبر جلسات نقاش بقيادة شخصيات مختصة وشركات مختلفة من حول العالم لبناء علاقات وترابط لخلق فرص تدعم قطاع الطهي بالمملكة، وتتيح المجال أمام الراغبين في خوض غماره، كما عمل المهرجان على دعوة عدد من المتخصصين في فنون الطهي من الطهاة المحليين والعالميين، ليكشفوا أمام الشباب أسرار عالم الطهي عن قرب، من خلال إجراء مقابلات مع أمهر الشخصيات الرائدة في هذا المجال، إلى جانب تنظيم 30 ورشة عمل من أجل تعزيز المهارات الشخصية وإثراء المعرفة حول التراث الغذائي السعودي، ونقله إلى الأجيال الجديدة، وشرح تفاصيله للشباب بشكل عملي، ليتمكنوا من العمل فيه بأحدث الأساليب العلمية والعملية في العالم.
إنها أفكار تستحق الإشادة والاحترام، تلك التي تجمع بين الهواية والهوية، وتمزج بين الثقافة والعمل وريادة الأعمال.. ونشاط جدير بالثناء، ذلك الذي تمارسه وزارة الثقافة السعودية في العديد من المجالات، حيث أصبحت بوصلة المواطن وخاصة الأجيال الناشئة، للتعرف على عمق تراثهم وأصالة هويتهم، وكيف يمكنهم الحفاظ عليه وتكريسه في تفاصيل حياتهم، ومجالات عملهم في آن معا.
تنهض الأوطان ويعلو شأنها تلك التي تهتم بأفرادها وتعزز هويتها وتفتخر بإرثها.. وهذا ما تقوم به وزارة الثقافة السعودية من خلال مجالاتها وأنشطتها المختلفة.
التعليقات