«التزمنا بجمعِ العالم لكي نتحِدّ.. ونعمل.. وننجز» بإيجاز لخصت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رؤية الإمارات، خلال افتتاح أعمال «القمة العالمية للعمل المناخي». تراهن دولة الإمارات على أن يكون «كوب 28» مؤتمراً يركز على النتائج العملية والانتقال من الكلام عن وضع الأهداف إلى تنفيذها، خاصةً في قضايا: التخفيف، والتكيُّف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار، حيث أعلن أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة.. ويهدف إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
تستضيف دولتنا الحبيبة بالتوافق مع احتفالاتها باليوم الوطني الثاني والخمسون لدولة الإمارات العربية المتحدة أكبر مؤتمر دولي يتصدى للتغيير المناخي مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث يجتمع رؤساء وقادة حكومات ووزراء ومسؤولو شركات ومنظمات دولية وأكاديميون وإعلاميون من 198 دولة على أرض الإمارات لتدارس مستقبل كوكب الأرض والتحديات والفرص في مواجهة التغيير المناخي. حيث نستذكر في هذه المناسبة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله – رجل البيئة الأول وباني نهضة الإمارات الذي زاوج في مسيرة بناء الدولة الاتحادية بين التنمية والحفاظ على البيئة.
فلطالما شغلت البيئة اهتمام وفكر المغفور له واعتبر القائد المؤسس البيئة أمانة يجب الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، فكان لدولة الإمارات ارث ثري في مجال الحفاظ على البيئة، وركائز اعتمدتها الدولة خلال العقود الماضية في مجال العمل المناخي والتنمية المستدامة وهي مستمرة بدعم مطلق من القيادة الرشيدة. قال سموه في كلمته فلدولة الإمارات «سجل حافل في العمل المناخي. لقد قمنا على مدى العقود الماضية ببناء قدراتنا في الطاقة المتجددة والنظيفة ووضعنا مساراً وطنياً للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050»، إذ تولي الإمارات حرصاً كبيراً على تعزيز مكانتها الدولية في مجال حماية المناخ، فكانت دولة الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها الخاص بتحقيق الحياد المناخي، في مدة أقصاها عام 2050.
وانتقال الدولة إلى اقتصاد أخضر وطاقة نظيفة قادرين على التكيف مع استحقاقات تغير المناخ وتداعياته، فكان إنشاء «مدينة مصدر» كأحد أبرز المدن الحضرية استدامة في العالم مع اعتمادها على الطاقة النظيفة، كما أن الإمارات تستضيف مقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في مدينة مصدر. كما بادرت الإمارات بتوقيع اتفاقيات ومبادرات لتحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات مع مجموعة العشرين ومجموعة السبع والسبعين والوكالة الدولية للطاقة المتجددة. وعززت من تجربتها كإحدى أفضل التجارب المعنية بحماية البيئة والمناخ وتوفير بيئة خضراء بتدشين العديد من الاستراتيجيات الوطنية المعنية بالبيئة والمناخ كاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050. كما ركزت على دعم المبادرات البيئية العالمية لمواجهة التغير المناخي من خلال تخصص الإمارات 164 مليار دولار لتحقيق الحياد المناخي.
إضافة إلى تخصيص 100 مليار دولار لدعم الدول النامية لمواجهة التأثيرات المناخية القاسية على تلك الدول. تراهن دولة الإمارات على أن «كوب 28» سيكون مؤتمراً استثنائياً وناجحاً بالانتقال من التعهدات المناخية إلى التنفيذ ويأتي إطلاق صندوق الخسائر والأضرار كأولى الخطوات العملية لحشد الجهود الدولية وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الساعية إلى تنفيذ تلك التعهُّدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيُّرات المناخية.