هل سمعتم غزاوياً واحداً يحمّل «حماس» مسؤولية ما يجري في غزة من دمار؟!
هل سمعتم بياناً من جمعية أو نادٍ أو رابطة، أو أي من مؤسسات المجتمع المدني الموجودة في غزة، تطالب «حماس» بوقف المقاومة؟!
هل نحن، الآمنين في بيوتنا والمتنعمين في رغد العيش، أكثر شعوراً بالألم والمعاناة من الأرامل واليتامى والثكالى، الذين تتساقط بيوتهم على رؤوسهم يومياً من جراء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة؟ هل سمعنا أحداً من هؤلاء يندب حظه ويلطم ويشتم المقاومة التي تسببت في معاناته؟!
المنصف والعاقل يدرك أن أهل غزة كلهم مقاومة.. وكلهم داعمون ومؤيدون لـ«حماس» وما تفعله «حماس».
العاقل المنصف فقط هو من يعرف سبب هذا الموقف البطولي لأهل غزة، لأنهم أدركوا أن دعاوى السلام والتطبيع مع الصهاينة لن تؤدي إلا إلى المزيد من ضياع الأرض واستمرار اغتصابها، وإن السكوت عن انتهاكات الاحتلال اليومية لن ينتج عنه إلا المزيد من العيش الذليل والعبودية التي لا يقبلها الشرفاء.
خرج علينا أحد المتصهينين بالأمس، يقول لمن يؤيد المقاومة الفلسطينية، لماذا لا تذهبون أنتم وأولادكم إلى غزة وتقاتلون معهم اليهود؟! وهو يدرك جيداً أن جميع الدول المحيطة بفلسطين تمنع دخول الراغبين في الجهاد إلى فلسطين، ولو فُتح باب في إحدى هذه الدول لوجدت الآلاف المؤلفة تتوافد على أرض الرباط والجهاد تطلب النصر أو الشهادة، ولعل لنا عبرة وشواهد في ما حدث، عندما فُتح باب الجهاد في أفغانستان، وعندما رُفعت للجهاد راية في بلاد الشام، بغض النظر عن موقفنا من تطور الأحداث هناك وما آلت إليه، لكن الشاهد أن بين العرب والمسلمين الآلاف من الشباب، الذين لن يترددوا في الجهاد في فلسطين لو فتحت لهم الحدود.
سيستمر العدوان، وستستمر المقاومة، وسيستمر صمود الشعب الفلسطيني، وسيستمر الكثيرون في تخاذلهم، لكن صوت المقاومة سيستمر في اكتساح مشاعر الملايين من البشر، التي ستستمر في اكتساح شوارع المدن العالمية إلى أن يأذن الله بالنصر، «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا» صدق الله العظيم.
التعليقات