في بعض مراحل الحياة، وخلال أداء مهام محددة، أو عند القيام بأعمال لإنجاز مشروع ما، أو حتى في مجال الدراسة والتعليم، أو داخل المنزل في التعامل مع أفراد الأسرة، أو في مختلف مفاصل الحياة، نتخذ قرارات، ونبني على تلك القرارات توقعات، وعندما لا تتحقق توقعاتنا نشعر بأننا كمن فشل أو أخفق، بل قد يسبب هذا بعض التوتر مع المحيطين بنا والمقرّبين منا.

نحن كمن يعتبر توقعاته على درجة عالية من الأهمية، ويجب ألا تنحرف عن الواقع، أو نحن كمن يضع أملاً بمخرجات محددة، وعندما لا تكون هذه المخرجات كاملة أو فيها خلل أو نقص، نعتبر هذا فشلاً أو تقليلاً من المكانة وما نريده. والواقع أن التفكير بهذه الطريقة خاطئ تماماً، لأن ما تضعه من توقعات أو آمال، في لحظتها تكون منطقية، وجميع المؤشرات تقود لهذا الجانب، لكن ننسى أن هناك ظروفاً تستجد، وهناك مواقف وأحداث تظهر، وتكون مؤثرة، وهذه طبيعة الحياة، فهي عبارة عن حركة دائمة، ومع هذه الحركة تتغير المواقف وتتبدل الأماكن، بل الاهتمامات نفسها تنمو أو تنخفض، وتبعاً لهذه الحالة، يجب أن نكون نحن على درجة من المرونة، والفهم، وأن نغير تفكيرنا.

وتغيير التفكير في مشروع ما، أو في توقعات بمنجزات سبق ووضعنا في الذهن أنها ستتحقق، سيكون عملية صعبة، أو صعب إقناع النفس بها، ومع هذا من المهم نهج طريقة تغيير التفكير، واتباع المرونة، ولنضع في العقل أن لا شيء مضمون، أو أن لا شيء سيكون وفق توقعنا وما نرغبه مئة في المئة، عندما تكون توقعاتنا مثلاً، عالية بأن ابننا سينتقل للجامعة بدرجات مرتفعة، وعندما يحدث أن درجاته لم تكن في المستوى المأمول، يجب أن نغير تفكيرنا، ونعود للواقع، ونتعامل معه، وفق ما تحقق، فمن غير الطبيعي أن نظل عالقين في توقعاتنا، لأن هذا سيسبب ضرراً بالغاً للابن، وأيضاً قد يكون سبباً لتعثره في دراساته القادمة. يمكنك القياس على هذا المثال بالكثير من المواقف الحياتية، والقصص التي تمر بنا، وفي مختلف تفاصيل المجتمع، من الوظيفة والعمل، إلى الأسرة والمقربين، إلى الأصدقاء والزملاء إلى آخر القائمة.