فجأة وفي معترك الحياة قد نجد أننا وقعنا أسرى خطأ لم يكن في الحسبان تجاه أشخاص، أو قرارات، وخيارات مختلفة كأن يكون حلما ونرفع التوقع بأن نحصل على علاقة طيبة معهم، أو يكون قرارنا إيجابيا في أمر ما.. لكن يتحول التوقع عن الواقع عندما نستيقظ من هذا الحلم، ومع ذلك لا نستطيع التخلص من التفكير، كأن هناك قوة لا ندركها تلزمنا بأن نستمر في هذا الخطأ وقد نعي ذلك بوضوح، فندرك أنه يمكن أن يدفعنا ويحفزنا كواقع

إلى العمل والتصرف حيث إن كل خيار، وخطأ وتوقع ستظهر تبعاته لأن تأثير كل فكرة، أو فعل، أو ظن يقود مسيرتنا قد يستمر إلى ما لا نهاية.

العجيب ان كل قناعة هشة يعبر عنها بغرابة تبدو مضحكة وتتأرجح بعقولنا بين الجدية والهزل فمهما كانت الظروف سيبقى كل إنسان معلقا على مقصلة قناعاته، هنا قد يضمحل الذهن إذا لم يصدر الحكم الصائب في اللحظة المناسبة فنستاء من بساطة الحقيقة، وعبء الجهد لأنه يصعب نقض اللحظة الخاطئة التي تقوم على القناعة بأن الغلط هو الصواب، فيكرر المرء ويؤكد على الفهم المناقض. ويبقى المؤكد أن الحقيقة تتناقض مع طبيعتنا المنحازة لأن الأمر يتطلب الاعتراف بمحدوديتنا في حين تتملكنا الأخطاء ونخرج عن حدود المألوف.

أعداء الأمور اللطيفة يخبطون خبط عشواء، ويتيهون بها لم يفعلوه هناك بعض العقول المعوجة التي يجب أن نترك لها صفاتها فمن يخف الفكرة لا يدرك المعنى من هنا ينشأ التناقض المقيت الذي يشوه كل سعادة في الحياة.

إدراك الخطأ يفترض أن يكون أولى وأسهل من الوصول إلى الحقيقة فالخطأ يطفو على أسطح الأنا والحقيقة تتعمق في الوعي هنا يكون القرار الذي يرفعنا عن غيرنا أو يسقطنا في قيود الذاتية هنا تتجلى حقيقة الفرد الكنز في ثنايا التفكير والتأثير المعتدل الذي يسعى من خلاله لإتمام العدل في تعامله مع نفسه والأخر.

طبيعي جدا أن نشعر بالراحة النفسية والاطمئنان تجاه كل ماهو معياري وموضوعي يجعلنا نقتنع أن العدل يسود بيننا كما يمنعنا أن ننتقد ماهو شائع دون بصيرة.

مهما كانت صعوبة تحقيق المأمول ممتدة قد يشعرنا بأن الحظ السيئ سيتعثر تحت أقدامنا فعندما تُجرف حزم السنابل يتقصف القش وتقفز الحبات لامبالية حتى وإن كان مصيرها الطحن هنا نتوقف أمام ذواتنا فالأمنيات لايحققها الحظ بل توفيق الله عز وجل ثم أسبابك.

أحيانا يتوجب أن نقول مانخفيه صراحة كما نفكر به من دون تعليل وتفسير لأن كل مانطرحه من علل وبراهين ليس إلا شكلا من اتجاهاتنا وآرائنا وهذا يجعل الأخر قد يعي غايتنا ولا يخالفنا.

يجد الواحد بيننا نفسه وسط حزم من المؤثرات والتأثيرات الكثيفة فلا يستطيع إيقاف نفسه عن نثر التساؤلات حول وعيه فيغوص في فهم السبب والنتيجة والمألات ويحتاج إلى حضور ذهني متقد ليدرك الحقيقة الغائبة في طبيعتها ليستطيع التفريق بينها والوهم الذي يتطفل على عقولنا المحدودة.

ظنوننا تكمّل وجودنا نستطيع أن نتبين ماينقصنا في تفكيرنا ومن خلال تمحيصنا فيما يدور بيننا وتبقى فكرة أن الإنسان مكون من الأخطاء فقد يكون الشخص الضحل يهتم بنفسه، والبارع يهملها بسوء الظن، والعميق يغرق في خوفه هنّا توازن عجيب يحدث وحاجات وغايات منثورة بين الكل الذي يريد أن يكون مكتملا ومكملا.

الكثير لا يهتم إلا برأيه الذاتي تجاه ماحوله ومتعلق بما يراه من زاويته فترى بعضهم يبحث في مكان واتجاه عن مايعزز وجهة نظره ويثبتها عندما يجادل الغير.

الحقيقة انها معركة تنتصر فيها الذات على العقل والحق لأننا نتمسك بميلنا فقط ونرتبط بمساراتنا الاحادية فيكون كل طرف مهزوم حتى لو انتصر بسبب أن الحق لم ينتصر بل الأنا حققت تفوقها في المبارزة.