* كشف استطلاع أجرته مؤسسة غالوب العالمية؛ أن من بين مليار شخص يعملون حول العالم، هناك ١٥٪ فقط مُحبّون وراضون عن أعمالهم؛ وهذا يعني أن ٨٥٠ مليون إنسان ممن شملهم الاستطلاع غير سعداء، وربما يُعانون في حياتهم!
* المشكلة في رأيي لا تتعلق فقط ببيئات العمل، ولا حتى بالتعليم، بقدر ما تتعلق بالمرونة النفسية والعملية والاجتماعية، فالمرونة بمفهومها الشامل لا تقف عند حدود النهوض من الإخفاقات والانكسارات؛ بل تعني التكيّف والتصالح والتعلّم والرضا، بل وحتى الازدهار في بيئة مليئة بالصعوبات والتغيرات الحياتية، مما يجعل إدخال هذه المهارة في المدارس أمراً لا يقل أهمية عن التعليم الأكاديمي، فلا معنى للاستثمار في بناء إنسان وتجهيزه علمياً ومهنياً دون تسليحه؛ بما يضمن حمايته من تعثرات وأخطار حياتية شبه مؤكدة.
* قد يقول أحد: إنه يتم تناول هذه المهارة في بعض مواد التعليم العام، لكن الأمر يتطلب أكثر من هذا بكثير، وهناك سبعة أسباب تؤكد ضرورة الاهتمام بتعليم المرونة النفسية في المدرسة منذ سن مبكرة.
١- التعامل مع التحديات: الحياة مليئة بالصعود والهبوط، ومن خلال مهارة المرونة؛ يمكن للطلاب التعامل بشكلٍ أفضل مع التحديات التي يُواجهونها، سواء في حياتهم الشخصية، أو في تعليمهم، دون أن تترك في نفوسهم كسوراً وآثاراً قد تُغيِّر اتجاهاتهم للأسوأ.
٢- النجاح الدراسي: من المرجح أن يستمر الطلاب المرنون في عملهم الأكاديمي، ويمكن أن يؤدي هذا الاستمرار إلى نتائج تعليمية أفضل.
٣- إدارة المشاعر: فالمرونة تساعد في إدارة المشاعر الإنسانية بشكل إيجابي، لأن الطالب المرن عاطفياً يجيد التعامل مع التوتر والقلق وخيبات الأمل، وهي عثرات حياتية متوقعة.
٤- تنمية الذكاء الاجتماعي: فعادةً ما يكون الشبان والمراهقون المرنون أفضل في بناء العلاقات والحفاظ عليها، وتقديم الدعم للآخرين، مما يُعزِّز بناء بيئة اجتماعية إيجابية.
٥- القدرة على التكيُّف: في عالم سريع التغيُّر، من المرجَّح أن يزدهر الطلاب المرنون في مواجهة التغيير.. تخيَّل فائدة غرس هذا في أطفالك في سن مبكرة.
٦- ارتفاع احترام الذات، والقدرة على حل المشكلات: غالباً ما ينطوي بناء المرونة على تعزيز الثقة بالنفس بشكلٍ كبير، وتطوير مهارات حل المشكلات، والتي تعتبر ذات قيمة في كل مواقف الحياة الأكاديمية واليومية.
٧- بناء عقلية تنموية، وإنشاء مجتمع داعم: تُعزِّز المرونة النظرة التفاؤلية والتركيز على الحلول، بدلاً من المشاكل، كما تساعد على خلق عقلية تنموية، مما يساهم في إنشاء مجتمع داعم ومتفهِّم، حيث يشعر الطلاب بالأمان لتحمل المخاطر، والتعلُّم من الفشل.
* مع استمرار المؤسسات التعليمية في نظرتها القديمة؛ التي لا ترى في الأجيال الصغيرة غير تروس ميكانيكية يتم تجهيزها مهنياً، دون اعتبار كبير لتكنولوجيا النفس البشرية، أعتقد أنه قد حان الوقت للبدء في دمج التدريب على المرونة في المناهج الدراسية، وتكثيف العمل على المهارات الحياتية التي تتجاوز المعرفة الأكاديمية، لتعدّهم كشخصيّات ناجحة وإيجابية في المستقبل.
التعليقات