أصبحت المساعدات الإنسانية، منذ تأسيس الدولة، جزءاً ثابتاً من بنية الفكر السياسي الإماراتي التي كونت شخصية الدولة وسلوكها الإنساني، بما تمتلكها من سجل مضيء في هذا المجال، فقد تبوأت المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات. في هذا السياق نورد ما قاله منير الجاغوب، القيادي في حركة «فتح»، من أن جهود دولة الإمارات في مجلس الأمن مؤثرة ومهمة ويجب البناء عليها خلال الفترة المقبلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720. وأضاف القيادي الفلسطيني في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الفترة المقبلة تتطلب تضافر كافة الجهود العربية والدولية لحماية المدنيين ووقف الحرب، والبدء بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، الذي قدمته دولة الإمارات ويطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة.
وبدوره، قال جمال نزال المتحدث باسم حركة «فتح»، إن دولة الإمارات تُعد في الطليعة في إسناد القضية الفلسطينية، من خلال دورها بمجلس الأمن خلال فترة عضويتها للعامين الماضيين، وما قامت به من عمل مشترك مع كافة الأطراف سعياً لحماية المدنيين ونصرة القضية الفلسطينية، عبر جهود دبلوماسية واسعة وحصيفة.
كما أشار الدبلوماسي الفلسطيني جهاد الحرازين إلى أن دولة الإمارات أدت دوراً محورياً خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، وبذلت جهوداً حقيقية لصالح القضية الفلسطينية. وقال إن «إدانة الإمارات لعنف المستوطنين في الضفة الغربية، يمثل خطوة مهمة وكبيرة في مجلس الأمن»، وإن «هذا الأمر يدل على أولوية القضية الفلسطينية لدى الإمارات». وأضاف بأن «تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير، بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كان انتصاراً كبيراً للدبلوماسية الإماراتية ونقطة مهمة في حماية المدنيين التي مثلت أولوية عظمى للإمارات منذ اليوم الأول لتفجر الصراع». ثم أضاف قائلاً: إن «إدانة الاستيطان والعنف تمثل نقطة مضيئة فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية، وقد ضعت دولة الإمارات من خلال جهود بعثتها لدى مجلس الأمن هذه النقطة أمامها، وطالبت بوقف الاستيطان».
إنجاز حقيقي وتاريخي يحسب للجهد المخلص الذي تم بذله من أجل الوصول إلى أفضل المتاح في إطار سعي متواصل، وحثيث ومكثف تقوم به الإمارات على كل المستويات، لتخفيف وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في ظل تصاعد العنف، وسط أوضاع دولية بالغة التعقيد والصعوبة.
لقد نجحت دولة الإمارات من خلال منظومة علاقاتها الدولية النموذجية، وكفاءة كوادرها الدبلوماسية، بعد مفاوضات شاقة استغرقت أياماً وليالي طويلة، في تجاوز كل العقبات والتحديات التي واجهها القرار رقم 2720 داخل أروقة مجلس الأمن، مما تطلب صياغات متوازنة ضمنت عدم استخدام حق الفيتو، وذلك أعطت الدولة للعالم كله بارقة أمل في إمكانية إحراز تقدم، مهما كانت الصعوبات، لإبعاد شبح المجاعة عن أهالي غزة.
إن سرد هذه الحيثيات بوقائعها قمينٌ بالإبراز للرد على تلك الألسنة الحداد التي تشح على الخير، بمحاولاتها اليائسة لطمس دور الإمارات المناصر للقضية الفلسطينية ولتقديم العون إلى أشقائنا في غزة الصامدة.
المزايدون والمرجفون، الذين يرون الخروج إلى الشوارع ورفع الأصوات والتلويح بالشعارات هو السبيل لدعم القضية، خلت منهم الشوارع الآن، وبقي الملتزمون حقاً بمناصرة الشعب الفلسطيني سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً، وفي مقدمتهم دولة الإمارات.

*سفير سابق