الوضوح والشفافية والقوة والحزم مزايا وصفات إماراتية توضح وتؤكد مواقف وتحركات وقرارات دولة الإمارات في مواجهة الإرهاب ومحاربته المستمرة، ولن تتهاون أو تتغاضى القيادة والحكومة الإماراتية عن كل ما قد يؤثر أو يزعزع أمانها واستقرارها. الإمارات من أوائل الدول التي صنفت جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة وجماعة إرهابية بشكل واضح وعلني وصريح، وعملت على التصدي لها ولأفكارها المنحرفة ولممارساتها وأفعالها الإرهابية وتحركاتها المهددة للمجتمع وأفراده واستقراره وأمنه، إلا أنه من المهم التطرق إلى أن الحكومة الإماراتية اتخذت كافة الطرق والوسائل للتعامل مع المنظمين لجماعة الإخوان المسلمين وللحاملين لأفكار التنظيم الإخواني كذلك، حيث إنها قامت في بداية الأمر بمناصحتهم وتوجيههم ودعوتهم للعودة إلى صوابهم، وقد قامت الجهات المعنية بتبيين وتوضيح الخلل والانحراف في فكرهم وإرشادهم إلى الطريق والفكر الصحيح، إلا أن هناك منهم من تشرب هذا الفكر العفن حتى أصبح يسري في عروقه؛ مما جعله شخصاً عاقاً ناكراً لجميل وفضل وطنه، يسعى لنشر الفساد واستخدام العنف والقتل وسفك الدماء في سبيل تحقيق أهداف تنظيمهم الإرهابي.
التسريبات التي نشرت لأعضاء التنظيم خلال الأيام الماضية هي صادمة للشعب الإماراتي المخلص لوطنه والمحب لقيادته والمتسامح الكريم المحب للخير للآخرين، حيث إنها تتنافى مع دين وقيم وثقافة أبناء الإمارات الذين تربطهم مع قيادتهم علاقة حب واحترام وترابط حتى أصبحت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في دولة الإمارات نموذجاً يضرب به المثل، إلا أنه في الجانب الآخر ما قيل في تلك التسريبات بالنسبة للمطلع والباحث والمتخصص في فكر الجماعات الإرهابية والمنحرفة يرى أنه شيء طبيعي؛ لأن تنظيم الإخوان المسلمين جماعة لا تؤمن بالوطن، ولا تراعي حرمة للدم، وتسعى لفعل أي شيء لتحقيق هدفها، كما أنهم ليسوا أهل دين، فالدين لديهم ما هو إلا وسيلة لتحقيق أهدافهم، كما أنهم أهل كذب وخداع وخيانة ومراوغة، وهذا ما أثبته الواقع ووثقه تاريخهم.
ليس بغريب على الإخوان المسلمين السعي لإنشاء تنظيم سري الهدف والغاية منه زعزعة أمن واستقرار دولة الإمارات عن طريق القيام بتنفيذ عمليات إرهابية، وارتكاب أعمال عنف مع إيجاد وتوفير المبررات من خلال فكرهم العفن المنحرف الذي يتعارض مع الدين والقيم الإنسانية والفطرة السليمة، كذلك يتنافى مع الأعراف والقانون، حيث يعتبر هذا الفعل جريمة شنيعة ويعاقب عليها بأشد العقوبات، إلا في فكرهم ومنهجهم يعتبر ذلك مباحاً، بل «حلالاً».
تربينا منذ الصغر على حب الوطن وحكامه، وزُرع فينا حب التضحية لأجله، وأن الدفاع عن الوطن واجب وشرف، والتضحية بالدم والروح عز وفخر، وطاعة ولاة الأمر طاعة لأوامر الله ورسوله، هكذا هم أبناء الإمارات المخلصون الأوفياء، وهذا بالطبع عكس ما يؤمن به الإخوان المسلمون ومن يحملون فكرهم، حيث لا يؤمنون بالوطن ولا يوجد ولاء وانتماء له، وبيعتهم لغريب إرهابي منحرف فهي بيعة باطلة.
في الفترة الماضية، طرح البعض فكرة التوقف عن الكتابة عن الإخوان المسلمين وفكرهم وأهدافهم بحجة أن الجميع أصبحوا يعرفون ما يكفي عنهم ولا داعي للتكرار، من جهتي أختلف مع هذا التوجه وهذه الفكرة والنظرة لعدد من الأسباب، أولها: أهمية التذكير، من مبدأ أن الذكرى تنفع المؤمنين، ثانياً: الإخوان المسلمون سيبقون دائماً خطراً على المجتمعات وأمنها، بل على عقيدتها، فيجب على الجميع الاستمرار في توضيح خطرهم وخطر فكرهم وأساليبهم؛ لذا لا بد من تعزيز الأمن الفكري للمجتمع لمواجهة الخطر الفكري من جميع التيارات المنحرفة، وعلى رأسهم الإخوان المسلمون.
من هنا يجب على جميع المؤسسات الرسمية، كالمساجد والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام والكتاب والمثقفين، الاستمرار بفضح الفكر الإخواني وتعريته، والعمل على تعزيز الروح الوطنية وحب الوطن.
سنبقى نحارب هذا التنظيم الإرهابي ومن يحمل فكره، والتحذير منهم، فالإخوان المسلمون كالطفيليات يبحثون عن المصائب والأزمات بهدف الاستفادة منها واستغلالها لإثارة الناس والتلاعب بعواطفهم وتحريضهم على حكامهم ودولهم حتى تعم الفوضى والفساد، وتسيل دماء الأبرياء التي لا قيمة لها عندهم، وما يهمهم إلا تحقيق أهدافهم ومصالحهم.
التعليقات