كما هو معروف فإن علم الفضاء، يعتبر فرعاً من العلوم التي تدرس الكواكب، والنيازك، والنجوم، والأقمار، والمجرات، والظواهر التي تحدث في الفضاء، مثل الثقوب السوداء، أو الموجات الكهرومغناطيسية، وغيرها، وهذا العلم يهدف إلى التحليل، والمعرفة، والفهم، والتفسير، سواء للظواهر التي تحدث وتختفي، أو تلك التي نراها باستمرار، وبطبيعة الحال يستخدم العلماء نظريات وقواعد ومفاهيم علمية وأدوات تكنولوجية، يتم تحديثها باستمرار.

أهمية علم الفضاء، وما يتفرع عنه من مجالات، على درجة عالية من الحيوية للبشرية بأسرها، وهي أهمية يدركها العلماء، يقول عالم الفلك والكاتب الأمريكي، كارل ساغان Carl Sagan: «نحن مصنوعون من النجوم. تعلموا الفنون الفضائية، والعلوم الفضائية، والتكنولوجيا الفضائية، لأنها ستكون جزءاً أساسياً من المستقبل، سواء أعجبتكم أم لا».

دون شك أن علم الفضاء وتفرعاته وأقسامه المختلفة، لها دور مهم في تقدم البشرية، ومن بين تلك الفوائد المهمة، فهم الكون، حيث يكشف تاريخ الكون، وأصل النجوم والكواكب، والحياة بصفة عامة، نظرة شاملة وعامة، تشمل الظواهر الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، التي تحدث في مختلف أرجاء الكون الذي نعرفه. فضلاً عن هذا فإن تكنولوجيا الفضاء، تعتبر قطاعاً ومجالاً هاماً جداً للمخترعات والمبتكرات، وهي تساهم في تطور التكنولوجيا، والتقنيات الحديثة، وكما نعرف فإن هناك تقنيات ومبتكرات ومخترعات، صممت للاستخدام في الفضاء، سرعان ما استخدمت في الأرض، وكان لها أثر مدو وكبير على البشرية بأسرها، على سبيل المثال لا الحصر، الأقمار الصناعية، ومركبات الفضاء الروبوتية، وتقنيات الاتصال بالأقمار الصناعية. وهذه جميعها شاهدناها في مجالات الاتصالات الأرضية، والرصد الجوي، والتنبؤ بالطقس، والرصد البيئي، والمركبات الجبلية، وغيرها.

استكشاف الكواكب ومختلف الأجرام الفضائية، يساعد على البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، وأيضاً يزيد معرفتنا بأفضل السبل والطرق، لاستيطان الكواكب في المستقبل. كما أن البحث والتطوير العلمي في مجالات الفضاء، يساهمان في تطور علوم مهمة وحيوية مثل الفيزياء والطب والكيمياء والهندسة والروبوتات وغيرها. وهي توفر للعلماء والباحثين فرصاً كبيرة وكثيرة لمعرفة ظواهر جديدة وطبيعة جديدة مختلفة عن الأرض. إن الاهتمام بعلم الفضاء وبدراسة علومه المختلفة، سيساهم في تطور الإنسان، وأيضاً سيؤدي لقفزات حضارية كبيرة، لأنه يمنحنا فهماً أوسع للكون، وأيضاً توسع مبتكراتنا ومخترعاتنا التكنولوجية، وهو ما يعني توسع آفاق الإنسان وتطلعاته. علم الفضاء مجال خصب، وهو مشاع ومفتوح للجميع، ومن يستثمر فيه اليوم، يستثمر في الغد والمستقبل الواعد.

www.shaimaalmarzooqi.com