اتسم أسلوب كتابة «برنارد شو» بالسخرية والتهكم، فحينما مُنحَ جائزة نوبل للآداب في عام 1925 سخر من مؤسسها نوبل وقال: «أَغْفِرُ لنوبل أنه اخترع الديناميت، ولكنني لا أغفر له أنه أطلق الجائزة»، وسخر منها أكثر حين وصفها بأنها طوق النجاة لمن وصل إلى شاطئ الأمان، وكان يرى أن الجوائز والأوسمة تُمنح لمن قام بأعمال كبيرة، وإنجازات عظيمة، ولم تلقَ تقديراً من أحد، وهو -كما يرى نفسه- خلاف ذلك.

وفي ضوء ذلك حاولت الحكومة العمالية أن تكسب ولاءه ودعمه فعرضت عليه «وسام الشرف» فرفض، وقال «لقد مَنَحْتُهُ لِنَفسي منذ أمد بعيد».

وحكاياته الساخرة كثيرة ومستفيضة.

غير أن سخريته كانت هادفة، لا عبث فيها ولا إسفاف، ففي كل أعماله التي أربَتْ على الستين كان رائدُه الحقيقة والإصلاح الاجتماعي.

ووصف سخريته فقال: «إن أسلوبي في المزاح هو قول الحقيقة». وقال: «لقد كسبتُ شهرتي بمثابرتي على الكفاح؛ كي يعيدَ الجمهورُ النظر في أخلاقه، وحين أكتب مسرحياتي أقصد حَمْلَ الشعبِ على إصلاح شؤونه، وليس في نفسي باعث آخر للكتابة، إذ إننَّي أستطيع أن أحصل على لقمتي من دونها». وقد تُشبهُ سخرية «شو» من بعض الوجوه سخرية الجاحظ والمازني، فقد سُئِل عن حالة الاقتصاد العالمي فقال: «لحيتي كثيفة، ورأسي أصلع، كالاقتصاد العالمي؛ غزارةٌ في الإنتاج وسوءٌ في التوزيع».

وقابله مرة أحدُ الصحفيين، فاستأثر بالحديث كلّه، ولم يسمح له بنطق كلمة واحدة، فلّما انصرف قال: «سمحتُ له بنشر الحديث كله؛ بشرط أن يكتفي بما قلت، ويحذف كل ما قال».‏ وقد بلغ هذا الرجل من السخرية أنه كان يسخر وهو على فراش الموت، فقال: «حَقِّي أن تُشيعني قُطعان البقر، والخراف، والدجاج، وأحواض الأسماك، وأن تمشي كلّها في جنازتي». قال ذلك لأنه كان ‌نباتياً مدة 64 عاماً.