منذ عقود مضت، ومشاريع الإسكان في المملكة، تحظى بالدعم الرسمي الشامل، بهدف واحد، وهو تأمين مسكن لكل مواطن، يُعفيه من الاعتماد على المسكن المستأجر، ورأينا هذا الدعم في مشاريع الإسكان التي تشرف عليها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في مناطق المملكة كافة.
ولا يقتصر الدعم الرسمي على مشاريع الإسكان التابعة للوزارة، وإنما هناك دعم آخر يطال مشاريع الإسكان التنموي، في إشارة إلى حملة "جود المناطق"، التابعة لـ"جود الإسكان"، تلك المنصة الوطنية التي تخدم الأسر الأشد حاجة للمسكن من خلال إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع، للمساهمة في سد احتياجاتها بالشراكة مع جهات حكومية وأهلية. ومنصة "جود الإسكان" هي إحدى مبادرات الإسكان التنموي، تسعى إلى منذ انطلاقتها لتأمين الإسكان للأسر الأشد حاجة، وبموثوقية وشفافية لإتمام وصول الدعم السكني للأسر المستفيدة من برامج الإسكان التنموي.
تفاصيل حملة جود المناطق، والتبرعات التي شهدتها، تعكس وقوف الحكومة والشعب السعوديين خلف برامج التكافل الاجتماعي، ودعمها إلى أن تحقق الأهداف المرجوة منها، حيث بدأت الحملة بتبرعين سخيين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقيمة 150 مليون ريال، ما يعكس نهج القيادة الرشيدة، الراسخ في دعم الأعمال الإنسانية، ويتوالى بعده عطاءات الخير من المجتمع السعودي، وشركاء الحملة من القطاعين العام والخاص، ورجال الأعمال وكبار المانحين.
تبرع القيادة لحملة "جود المناطق"، يرفع من إجمالي تبرعات مبادرات الخير في الشهر الفضيل، لأكثر من ثلاثة مليارات ريال، ذهبت لمستفيدي الضمان الاجتماعي، وهو ما يعكس حرص ولاة الأمر على تلمس احتياجات المواطنين، والوقوف بجانبهم في كل الظروف والأوقات.
الاهتمام الرسمي بحملة "جود المناطق"، يتجسد في قيام أمراء المناطق بتدشينها، بدعم من سمو وزير الداخلية، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ومشاركة أمناء المناطق، في 17 منطقة ومحافظة حول المملكة، وبهوية تحاكي كل طبيعة كل منطقة وثقافتها وخصوصيتها لتغطية مستهدفاتها، بنشر ثقافة الإسكان التنموي، وتلمس احتياجات الأسر الأشد احتياجاً.
التبرع السخي من ولاة الأمر لحملة جود المناطق، تبعه تبرع المواطنين لصالح الحملة ذاتها، إلى أن وصلت قيمة التبرعات عبر الحملة لأكثر من 668 مليون ريال، وأثمر هذا التبرع عن تأمين 4400 وحدة سكنية للأسر الأشد احتياجاً، من إجمالي تبرعات وصل إلى 800 مليون ريال، تبرع بها 284 ألف متبرع خلال أيام الشهر الفضيل.
ولم يكن لحملة "جود المناطق" أن تحقق ما حققته من نجاحات، لولا أنها شهدت سلسلة اجتماعات تحضيرية، شاركت فيها الجهات المعنية، لتعزيز التفاعل وتحفيز أفراد المجتمع للمساهمة في الحملة، التي شهدت إقامة 14 لقاءً لكبار المانحين، و459 فعالية، واستعراض مضمون الحملة بطائرات الدرونز في أربع مدن رئيسة.
هاني خاشقجي
التعليقات