جائزة أبوظبي، جائزة إماراتية، أقرتها حكومة أبوظبي لتكريم المواطنين والمقيمين في الإمارة ممن قدموا خدمات جليلة لها، ولأعمالهم أثر في خدمة المجتمع بطرق مختلفة تشمل: الرعاية الطبية والحفاظ على التراث وحماية البيئة وتوثيق تاريخ الإمارات وتطوير التعليم ودعم أصحاب الهمم وغيرها الكثير من أوجه عمل الخير.
انطلقت الجائزة عام 2005 بالمرسوم الأميري 29 من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بإطلاق «وسام أبوظبي»، الذي يعد أعلى وسام مدني في إمارة أبوظبي.
هذا العام كان للجائزة عبق مختلف، ورائحة أخاذة، وبهجة فريدة، فإحدى الفائزات سيدة جليلة، فيها من الأصالة ما فيها، رائحتها رائحة وطن، وحضورها فرح، شامخة شموخ الجبال، هي رائحة أمي، هي أمي التي لم تلدني، الأم التي أحبها وأعشق حضورها، هي والدتي آمنة بنت خليفة بن عبيد الصيري القمزي، سيدة العطاء الذي لا ينضب والكرم الذي لا ينتهي والبهاء الذي يشع نوراً، واليد الخضراء التي تحيل المحل إلى غنى، والجدب إلى خصوبة وتحيل الصحراء إلى أرض خضراء يانعة بكل أنواع وأشكال النبات الفاكهة والخضروات دون أي مواد كيميائية (اورجنك) زرعت في زمن لم يكن أحد يعرف معنى هذه الكلمة، ولا تملك من الأدوات والتقنيات ما نملكه الآن، بقلب كله ثقة بالله وبنفسها وما تعلمته من الحياة، ليست مجرد واحدة من نساء الوطن بل هي موسوعة شاملة، تعرف في الأنساب والطب الشعبي وعلاجاته، مثقفة بشكل مذهل، تحب الشعر وتقرضه، تجيد لغات عدة، رغم أنها لم تذهب إلى مدرسة نظامية، قلبها المتعطش للمعرفة والعطاء كان دليلها، وحبها للخير كان ديدنها، ما أن تحصد إلا وكان ما أنتجته الأرض من محصولها يوزع على بيوت الأصحاب والأحباب والأصدقاء والخلان بكل حب ورضا، بنفس جبلت على العطاء، لا تألوا جهداً في إعطاء المعرفة وتعليم من يريد التعلم في الزراعة أو الاسترشاد في الأنساب أو في معرفة أبجديات السنع وآدابه وسلوكياته.
أمنا آمنة بنت خليفة بن عبيد الصيري القمزي، الفائزة بجائزة أبوظبي للعطاء والتي كرمها سيدي قائد الوطن حفظه الله، والذي بكل تواضع الكبار وشيم القيادة والأصالة قبل يدها إعزازاً وعرفاً.
شكراً لقادتنا على هذا التكريم المستحق لمن كُرم، وكل الفرح والسعادة والتبريكات لأمي الحبيبة آمنة القمزي، والتي أقول لها: إننا نرفع الرأس بك عالياً، حفظك الله وأدام عليك الصحة والعافية وأبقاك لنا ذخراً وعزاً.
التعليقات