من رأى ليس كمن سمع. هذا ما شعرت به عند مشاهدتي لجانب من الابتكارات العلمية لأعضاء النادي العلمي، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، الاثنين قبل الماضي. خرجت مزهواً، كغيري، بما رأينا وسمعنا من شروحات دقيقة، دقة الكبار، أشّرت على قدرٍ كبير من الثقة بالنفس وبالمستقبل.
حقاً، أنه كلما استثمرت في المرحلة العمريّة - الخصبة ذهنياً - لدى أطفالك، قطعت لهم تذكرة مبكرة في قطار المستقبل. وتلك المرحلة قد تبدأ في عمر الـ6 أو الـ7. وتعد علمياً الأهم. رغم التفاوت بينهم لجهة القدرات والمهارات. وثمة أسباب تجعلها كذلك، من بينها، أنها مرحلة تتطور فيها القدرات والمهارات، ويتنامى الفضول المعرفي، وتتحسن المهارات الحركية.
والنادي العلمي الذي أسسته ندوة العلوم والثقافة عام 1990، وأوكلت مهمة الإشراف عليه إلى متخصصين إماراتيين، يضم أعضاء كثراً، من الجنسين، ممن امتلكوا شغف الابتكارات العلمية وفضاءاتها الرحبة في شتى المجالات. لقد كانوا جميعاً في ذلك المساء بغاية الحيوية عندما يحدثونك عن ابتكاراتهم، ومشاركاتهم العربية والعالمية، التي حصدوا فيها بجدارة ميداليات ذهبية وفضية.
لفت نظري أحد اليافعين، فأطلت الوقوف أمام ابتكاراته المتعددة، لأسأله عمّا إذا كان بإمكانه تنفيذ فكرة، تساعد سائقي السيارات على الطرق، في حل مشكلة الضباب عند الفجر. فتفهّمها ووعد بالعمل عليها. اسم المبتكر علي حميد اللوغاني، من دبي.
مرئيات تلك الأمسية في الندوة، نقلتني إلى «نادي جيمس ويب للفضاء»، في ولاية ماريلاند الأمريكية، الذي أسسه طلاب من المدارس الثانوية عام 2000، وبعد 6 أعوام نجحوا في تصميم قمر اصطناعي، تم إطلاقه إلى الفضاء عام 2006. الأهم، أن شركة كبرى مولت إطلاقه.
عليه، نطرح السؤال المؤجل منذ سنين: كيف نضمن استمرار أبنائنا، أعضاء النادي العلمي، في مسيرة ابتكاراتهم، دون وجود جهة قادرة على تمويل ابتكاراتهم والوصول بها إلى براءة الاختراع، ثم مرحلة الإنتاج التجاري من بعد؟
التعليقات