الخذلان مؤلم حين يشبعنا حد الوجع، ولكي لا تسقط مرتين تخلص ممن خذلوك، وليس كل خذلان يُحكى، بعضها تتعثر به الحنجرة، والبعض يسبب انكساراً لا ينجبر، وقمة الخذلان أن تمنح الثقة لأشخاص فيسقطوك.. الاتحاد يا سادة، تعرض لأشد أنواع الخذلان مرارة، في موسم كارثي، تعرض فيه تاريخه للعبث، وهيبته للانكسار.. نتائج انهزامية غير مسبوقة، تسببت في خروجه من ست بطولات بخفي حنين، سرقوا طموح عشاقه، وأحلام محبيه، وفي لحظة جنونية دفعوا به إلى حافة السقوط، في موسم استثنائي مدعوم، تجزم أن العميد.. بطل دوري الموسم الماضي.. وبطل كأس السوبر «سيكوش» فيه على جميع الألقاب..عندما تجد أن النادي أصبح في أيدٍ أمينة ومقتدرة، عندما استحوذ عليه أكبر وأنجح صندوق سيادي استثماري في العالم.. واستبشر الجميع بنهاية الأزمات المالية، وتصفير الديون وتمزيق ملفات شكاوى الفيفا والوكلاء، والتخلص من الصداع المادي، والتفرغ لإعداد وتطوير وتجهيز فريق أمامه ستة استحقاقات، في مقدمتها استحقاق عالمي، انتزع الوطن بطاقة استضافته، ضمن مشروع رياضي كبير، وضعت له الاستراتيجيات والبرامج والميزانيات، وكلف بتنفيذه نخبة من الخبراء، المتخصصين والمؤتمنين، يعاونهم بعض القدرات، من السابقين الممارسين لتكتمل المهمة، ولكن للأسف جاءت النتائج على عكس التطلعات والمأمول، على الرغم من تذليل كل العقبات، وتفعيل كل المنظومة، لخدمة المشروع، لندرك يقيناً أن المال وحده لا يحقق المستهدفات، ولا بد من عقول متخصصة تدير مفاصل العمل كل في مجاله، لذلك ما حدث للعميد من انتكاسة، مسؤولية جماعية، لا يمكن أن تتحملها جهة واحدة، أو أشخاص بعينهم، المنظومة كاملة تتشارك في المخرجات.. إدارياً وفنياً، ولا بد أن يغادر الجميع المشهد، وقبل المغادرة ومن منطلق الشفافية والمساءلة..

يتوجب تكوين لجنة تحقق مع جميع الأطراف.. لتحديد مكامن الخلل وكشف الحقائق.. حتى لا تتكرر الأخطاء والكوارث، خاصة أن المشروع طويل وما زلنا في بداية الطريق.

ويشرفني أن أستشهد هنا بسطور من مقال سابق للزميل العزيز مساعد وزير الرياضة للإعلام والاتصال الدكتور رجاءالله السلمي.. عندما كتب قائلاً:

«هذه هي الرياضة التي على رغم ضجيجها وسخونة أحداثها تمثل وجهاً حقيقياً للشفافية المطلقة، بل وتنفرد بهذه الميزة من دون غيرها، إذ لا يوجد وسط أو قطاع أكثر وضوحاً وشفافية من الرياضة، ولكم أن تبحثوا في كل القطاعات، هل هناك ما يشبه بعض هذا..؟!

وأضاف: الإعلام الرياضي حتى وبعضه يتهم بنشر «التعصب»، إلا أنه «عراب» الجرأة، ورفع سقف حرية الطرح»..