قضي الأمر ووأد (الهلال) أحلام منافسيه المنتظرين عثرة تقربهم إلى الحلم.. إلى البطولة الأقوى.. إلى الدوري الاستثنائي.. لأنه (الهلال) فخارطة الطريق معه تحتاج لأكثر من قصّاص أثر لعل وعسى أن يدركوا أثر جرّته ويلحقو به.. ولأنه (الزعيم) فكل المعادلات الحسابية تقف عند عتباته خجلاً وربما ضعفاً والأكيد احتراماً.. ولأنه (فخر أزرق) فالرياضة لها عنوان واحد: الهلال أمسي وحاضري وغدي..

هذا السباق الطويل حُسِم في آخر منعطفاته الساخنة رغم أنه كانت دلائله بالمنتصف زرقاء ولكنه (الهلال) الذي يتحكم برتم البطولات صعوداً وانخفاضاً.. ناراً وبرداً وسلاماً..

هذا الدوري في النسخة الأقوى والأصعب لم يكن عائقاً لهذا (الهلال) المرعب أن يجتاحه منذ الجولات الأولى ويروّض العوائق ويخلق التناغم ويكتب الإعجاز.. فهو لم يقف عند حد طموح واحد بل وزّع رعبه على كافة المعايير الأكثر فوزاً، الأكثر تسجيلاً، الأقل استقبالاً للأهداف، الأكثر انتصارات متتالية وغيرها الكثير من الأرقام التي تعجز أن تصمد في طريق عنفوان (الهلال) وثورته.. حُسِم اللقب للأحق ونُسِج الفرح على معايير زرقاء ومن تكن معايير فرحة زرقاء فلينعم بحياةٍ كلها أفراح.. توّج (الهلال) منذ اللحظة التي كان يعمل فيها داخل المستطيل الأخضر وترك للبقية مقاعد الاحتجاجات والبيانات والمظلوميات..

توّج الهلال منذ الدقيقة الأولى التي استوعب فيها لاعبوه مكر ثعلبهم (جيسوس) وتشربوا دهاءه والفارق الزمني بينه وبين بقية المدربين..

توج (الهلال) لأن كرة القدم تُلعب هكذا ولأن تفاصيلها الدقيقة تُرسم على جهاز لوحيّ وتكبر واقعاً ملموساً على عُشبٍ أخضر يتناوب على اعتماد نهجها رجال عرقهم شغف وشفاههم تتوق لتقبيل الذهب..

على أعتاب المنصّات اعتاد كبير الرياض وفخرها أن يمنح محبيه الفرح والأنس وأن يقول للجيل الجديد القادم للفرح وجهة واحدة تبدأ بالهلال وتنتهي إليه.. هذا الشموخ الأزرق منذ سنوات وهو عنوان الحب وسفيراً للسعادة في كل أرض وتحت كل سماء.. من لا يفخر به لا يستحقه ومن لا يثق فيه طموحه منقوص.. من لا يباهي به ليس بهلاليّ نقيّ ومن لا يحارب لأجله ليس عاشقاً وفيًّا.. تلك أبجديات الجمهور الأعذب وقوته الزرقاء.. تلك لوغاريتمات الزعيم في عقول محبيه وأنصاره.. تلك الهيبة التي لا تُشترى بالمال وإنما تولد في بيت الهلال وتكبُر بين أسواره.. لم يكن شعار (فخر أزرق) مجرد شعار وإنما حضور يعكس إرث السنين وملاحم دارت على مسطّحاتٍ ترابية وعشب صناعي وطبيعي.. تجلت في أفراح كثيرة ودقائق مجنونة وأسماء ظلت محفورة في ذاكرة أجيال تتعاقب على حبّ هذا (الهلال)..

هذا الاكتساح في الموسم الأصعب أجمل من أي شيء وألذ من كل شيء.. جاء في وقت مختلف لصناعة دوري ينافس دوريات العالم فكان مشروع دولة وكان (الهلال) أيقونته.. كان حلمًا للرياضة وكان (الزعيم) واقعه..

كان سياحة رياضية وكان (الهلال) مرشده الذي لا يخطئ الدرب.. ما أكبر حظنا بهلالنا! وما أسعد قلوبنا حين اختارت الأزرق والأبيض انتماءً لها..!

كيف لا وهو يحسم الدوري قبل ثلاث جولات وعلى وشك تسجيل رقم قياسي يصعب لاحقاً كسره.. كيف لا وهو بات حلماً للفرق أن تأخذ منه ولو نقطة واحدة تتباهى بها بين الفرق وتدونها في سجلاتها.. هذا العام كان مدهشاً بهلال مرعب صال وجال وتغلب على الظروف وقهر المستحيل وبات عنواناً للجميع إن أردت الفرح فابحث عن مكمن السر في (الهلال).. دامت أفراحنا وأفراحه ودام شموخ هذا (الهلال) علواً على عرش آسيا وسيد سنابل روشن الزرقاء..

مبارك لكل هلالي عاشق، للفهدين ابن نافل والمفرج، لكل رجل يعمل في هذا الكيان العظيم، للجهاز الفني والعبقري جيسوس، لكل لاعب وإن أخفق يوماً، لكل جماهيره الكبيرة هنا وهناك وفي كل مكان.. وعلى احتفاء بلقب قادم نلتقي..