صدر تقرير عن شركة براند فايننس Brand Finance حول العلامات التجارية لشركات إدارة الأصول وصناديق الثروة السيادية عالمياً، بناءً على دراسة سنوية مستقلة قامت بها الشركة شملت أكثر من 4400 جهة بما في ذلك شركات الأعمال المباشرة (B2B) ووسائل إعلام، وجمهور متخصص في الأسواق الرئيسية عالميا، كما وشملت إجراء مقابلات نوعية مع تنفيذين في القطاع.

تناولت الدراسة لمحة عن الاتجاهات الرئيسية لقطاع إدارة الأصول وصناديق الثروة السيادية، كما وسلطت الضوء على كيفية تأثير القيمة الاقتصادية الإضافية التي تقدمها الجهة على قيمة علامتها التجارية.

شملت منهجية الدراسة تصورات وانطباعات أصحاب العلاقة في القطاع، من حيث مؤشر قوة العلامة التجارية، وقيمة استخدام حقوق ملكية العلامة التجارية، وتوقعات الإيرادات، وقيمة العلامة التجارية.

تصدر مديرو الأصول الأمريكيون المراتب الثلاث الأولى الأقوى من حيث العلامات التجارية لإدارة الأصول وأكثرها قيمة مع بلاك روك وجي بي مورغان لإدارة الأصول وفانجارد.

وبالنسبة للنتائج المرتبطة بصندوق الاستثمارات العامة، فقد كشفت الدراسة عن احتلاله وتبوئه للمرتبة الأولى، من حيث أنه صاحب العلامة التجارية الأعلى قيمة بين صناديق الثروة السيادية بقيمة بلغت 1.1 مليار دولار أمريكي (4.125 مليارات ريال سعودي).

كما تفوقت العلامة التجارية للصندوق من حيث القيمة في مؤشرات فرعية عديدة من بينها "الوعي بالعلامة التجارية" والذي يقيس مدى معرفة الجمهور بالعلامة، و"الهدف" والذي يقيس المعرفة بأسس الاستثمار ومداه الزمني مع أخذ الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة بالاعتبار، إلى جانب "الالتزام بالنمو الإيجابي" والبعيد المدى.

واحتلت العلامة التجارية للصندوق المرتبة السادسة عالمياً، من حيث نسبة الأصول التي يديرها إلى قيمة علامته التجارية - ما يتجاوز المتوسط العالمي بمقدار كبير.

أخيراً وليس آخراً، حلّ الصندوق كذلك في المركز الثاني بين الصناديق السيادية في معيار "قوة العلامة التجارية"، حاصلاً على 62.1 نقطة مع تصنيف A+.

هذا التقييم المرتفع للعلامة التجارية لصندوق الاستثمارات العامة، سيساعد الصندوق والشركات التجارية على فهم قيمة علاماتها التجارية وسبل مساهمتها في القيمة الإجمالية للشركة، ما يسهم في دعم عملية صنع القرار حول استراتيجيات التسويق والعلامات التجارية، ويوفر معيارا للأداء المستقبلي، حيث إن قوة العلامة التجارية تقيس فعالية أداء العلامة التجارية وتأثيرها على أصحاب المصلحة والنتائج المالية بطرق مباشرة وغير مباشرة، مثل جذب المستثمرين وتأمين التمويل، أو جذب المواهب والاحتفاظ بها، أو الحصول على تغطية إيجابية من وسائل الإعلام.

لعله من المهم الإشارة إلى أن من شملتهم الدراسة أعربوا عن نظرة إيجابية لصندوق الاستثمارات العامة في قدرته على استقطاب أفضل الكفاءات العالمية، وامتلاكه لاستراتيجية استثمارية مبتكرة، مؤكدين في نفس الوقت على أن الصندوق جدير بالثقة ويعمل كمحفز لتعزيز النمو والتطور.

دون أدنى شك، إن صندوق الاستثمارات العامة يستحق بجدارة هذا التصنيف لقوة علامته التجارية، تأكيداً على وشهادة على جودة منظومة أعماله ومعاييره وتوجهاته، خاصة أن الصندوق مستثمر عالمي تصل قيمة أصوله تحت الإدارة إلى أكثر من 930 مليار دولار، ويعمل على صناعة وتطوير قطاعات الأعمال والفرص الجديدة التي من شأنها المساهمة في تشكيل مستقبل الاقتصاد السعودي والعالمي معاً.

كما أنه يُعد مستثمرا نشطا ومحركا رئيسا للتحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، حيث منذ العام 2017 أطلق الصندوق 94 شركة جديدة، وساهم بتوفير أكثر من 644 ألف فرصة عمل على المستوى المحلي.

أختم مقالي بالثناء على أداء صندوق الاستثمارات العامة المتميز، وعلى نتائج ومخرجات الدراسة الحصيفة التي قامت بها براند فاينانس، خاصة أنها شركة رائدة عالميا في مجال استشارات تقييم العلامات التجارية، وتعمل منذ أكثر من 25 عاما على تقييم قوة العلامات التجارية وتحديد قيمتها المالية وتنشر أكثر من 100 تقرير تصنف العلامات التجارية في جميع القطاعات والبلدان، كما أن الشركة تجري دراساتها من خلال استطلاعات تشمل أكثر من 150,000 مشارك في 38 دولة و31 قطاعاً صناعياً.