لم تعد لكرة القدم هويتها وشخصيتها التي كانت عليها قديماً، فالتنافس بين الأندية زاد على حده، فما نراه اليوم يسبب الصداع ويوجع القلب، بينما في فترة الهواة كانت الكرة معشوقة الجماهير نحبها وتحبنا عكس اليوم، فقد تحولت لأزمات وشكوى وزعل واحتجاجات لا حصر لها، وتلاعبت بنا «الكرة» كما تريد لا كما نريدها، فالأجواء صعبة وتدعو للقلق، والرياضة محبة وتسامح، لها من القيم والبعد الإنساني الأخلاقي، فأصبحت بوابة الرياضة عند البعض فرصة للكسب السريع على حساب المصلحة العامة، ضاربين عرض الحائط الشعارات الرنانة التي يرفعونها دائماً، وهذه كارثة حقيقية، خصوصاً في ظل الصرف على كرة القدم دون نتائج فعلية في بعض الأندية، فمثلاً هناك أندية تتعاقد مع مدرب و«بشخطة» قلم يتم الاستغناء عنه، وهي على استعداد لتدفع الغرامات ويسحب المدرب الملايين، ألم تلحظ عزيزي القارئ خلال السنوات الأخيرة أن بعض الأندية تعاقدت مع ثلاثة وأربعة مدربين في موسم واحد، أليس هذا الرقم مخيفاً، يجب علينا أن نناقش هذا الأمر ونحن في نهاية الموسم حتى لا يتكرر مستقبلاً، وأتمنى أن يصدر قرار واضح يحد من هذا الأمر الذي يؤرق الجميع.
من يريد فريقاً قوياً ونتائج جيدة عليه أن يتريث في اختيار المدرب ليأتي بمدير فني قادر على تلبية الطموحات، ثم عليه أن يعطيه الفترة الزمنية المناسبة جداً حتى يصل إلى النتائج المرجوة، ولكن التعامل بالطريقة الحالية التي تقوم بها بعض الأندية يجب أن يتوقف، فليس كل مدرب أجنبي هو مدرب جيد أو قادر على تحقيق النتائج المرجوة، فبعض هؤلاء يبحثون عن المال السريع يتنقلون من فريق لآخر سريعاً بغرض الاستفادة من الشرط الجزائي، علينا أن نستفيد من التجربة، فكيف تنشدون النجاح من دون تخطيط وصبر! والله من وراء القصد.
التعليقات