تمضي دول مجلس التعاون بإطلاق مرحلة جديدة لتطوير الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية. ومتوقع تضاعف رؤوس الأموال المستثمرة برأس المال الجريء عشرة أضعاف في السعودية خلال السنوات المقبلة إلى 500 مليون دولار، وضخ استثمارات في الاقتصاد الوطني بنحو ملياري دولار. كذلك تستثمر المملكة 15 مليار دولار في البرازيل في مجال الطاقة المتجددة، وتعاقدت مع الولايات المتحدة لبيع وشراء الغاز الطبيعي، واستحوذ الصندوق السيادي السعودي وشركة "أرديان" الفرنسية على 37 في المئة من مطار هيثرو، كما تنشط السعودية مع الصين في مجال الطاقة النووية السلمية.

كان معرض الإعلام الدولي "كابسات 2024" في دولة الإمارات، أكثر المنتديات الإعلامية الخليجية نجاحاً في هذا العام، بمشاركة 120 دولة و150 متحدثاً و 450 شركة عارضة. المنتدى يشجع المواهب على تقديم الفرص المبتكرة – وليست المستوردة – وتجديد إرث الثقافة الخليجية الأصيلة. نجح "كابسات" في ترسيخ مكانته أكبر تجمّع إعلامي عربي من دون أي منافسة، وشَكَّلَ منصّةً "مزيونة" لتطوير المنتديات الناجحة.

بلغت الطاقة التكريرية الإجمالية في دولة الكويت 1.83 مليون برميل يوميًا، موزعة بين المصافي الداخلية والخارجية. تساهم الأحمدي وميناء عبد الله والزور بمقدار 1.415 مليون برميل يوميًا، بينما الكمية المتبقية تأتي من مصافي سلطنة عُمان، وفيتنام، وإيطاليا، وربما قريباً من كوريا الجنوبية. هكذا، تعمل الكويت على تنمية جميع مجالاتها كما يقول المثل الكويتي "لا خلا ولا عدم".

يعتمد نمو الاقتصاد المتوقع في البحرين بنسبة 3.5في المئة في 2024 على تسريع وتيرة المشاريع، مع استمرار نمو القطاع غير النفطي. كذلك، يتمّ إطلاق "الجواز السياحي" لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتزامناً مع الاحتفال باختيار المنامة عاصمة السياحة الخليجية لعام 2024. هذه فرصة لتشجيع السياح على استكشاف البحرين كما يقول المثل "إخبز خبزك ما دام التنور حاراً".

سجّل الاستثمار العماني عوائد بنسبة 10 في المئة في عام 2023، منها 60 في المئة في عُمان، و40 في المئة من الخارج. السعودية تستثمر في صندوق البنية الأساسية العماني "ركيزة" بمليار دولار، كما وقعّت عُمان عقداً بقيمة 10.3 ملايين دولار لتوريد محولات الطاقة من شركات أميركية. وبرغم انخفاض الإيرادات العمانية، مسقط مستمرة في توريد إنتاجها التقني "الغاوي"، كما تعمل على استقطاب 35 مشروعاً صناعياً جديداً.

توقيع السعودية وقطر مذكرة شراكة مؤخّراً يساهم في تعزيز ونجاح العلاقة بين الدولتين. كذلك ارتفعت أرباح شركة قطر لنقل الغاز بنحو 22 في المئة لتصل إلى 368.3 مليون ريال (101 مليون دولار تقريباً)، ونمت الأرباح بـ 8.3 في المئة لتبلغ 1.56 مليار ريال (429 مليون دولار) في عام 2023، تزامناً مع تحليق احتياطيات قطر الأجنبية. هدف الدوحة "المطفوق" المحافظة على التقاليد، وتلبية احتياجات الأجيال القادمة.

آخر الكلام... تجتاز الدول الخليجية عتبة مسيرة جديدة، يمكن وصفها بمرحلة ما بعد النفط. من ضمن المشاريع المشتركة، التأشيرة السياحية الموحّدة لدول المجلس على غرار "شنغن"، التي سيتمّ إطلاقها في كانون الأول (ديسمبر) 2024، ما يعزز السياحة الخليجية، ويؤدي إلى سرعة تحقيق أهداف المجلس الاستراتيجية.

كل عام وأنتم بخير.