بكل شرف وسعادة يستشعر مواطنو المملكة العربية السُّعُودية هذه الأيام تشريف الله لهم بخدمة الحرمين، ورعاية الفريضة الخامسة من فرائض الإسلام. إذ يُكمل السعوديون اليوم قرابة قرن من الزمن وهم ملتزمون رسميًا وشعبيًا بخدمة ضيوف الرحمن القادمين من كل فجّ عميق. ويسجّل التاريخ بَدْء هذه الحِقْبَة المباركة مع دخول الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- إلى مكة المكرمة في عام 1343هـ (1924م). ومع هذا التاريخ ومع مقدم هذا الرجل العظيم وشعبه الموحّد تغيّرت سمة السفر إلى الحجّ من حالة الخوف والفقد، إلى حالات من الأمن واليُسر بفضل الله.

ولمن يقرأ التاريخ فإن مشاغبات مجاهدي الفضائيات المُرْتَزِقَة اليوم، ومعها «ردح» وضيعي الشبكات الاجتماعية من مأجوري التيارات والقوى القريبة والبعيدة لم ولن يتأتى بجديد في وجه الإرادة والإدارة السُّعُودية لهذا المنسك العظيم. نعم فمنذ السنوات الأول للإدارة السُّعُودية للحج ومشاغبات شياطين الإنس لا تتوقف، بل لقد منعت دول إسلامية كبرى كانت لها طموحات «زعامة» حجاجها من الوفود إلى مكة ثم خنست الآمال، وأتى المسلمون لأداء فريضتهم. وهناك أنظمة أرسلت فرق تخريب وفوضى فكُشف أمرهم ونالهم ما يستحقون.

وفي المشاعر التي هي في حمى الله، وفي دياره المقدسة، يقول المولى عزّ وجلّ: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) ولكن الأشرار والزائغين ممن انحرفوا عن دينهم يصورون لأنفسهم وأتباعهم أن الرفث والفسوق ركن من الشعائر فخسروا الدنيا والآخرة. ولكن الله قيّض لبيته وحرمه من يذود عنه ويحميه من أهل التشرذم والفوضى وممن يعتاشون على نشر الخرافات.

مضى قرن من الزمن والسعوديون في خدمة ضيوف الرحمن صدوا عبر تاريخهم كل حملات التشكيك بنجاح الإدارة، وفندوا كل آراء أهل الأهواء بسلامة المنهج، وسخروا كل ثمين في توسعة الحرمين والمشاعر والتيسير على المسلمين القادمين على كل ضامر بأمر الله. وعلى مدى كل هذه الأعوام تكونت مناعة السعوديين ضد رذاذ الحماقة، وطيش الحالمين، فزادهم الله عزة وتمكينا.

لا بأس أن يحاول المتربّصون فهذا وقود الإصرار وعتاد المواجهة السُّعُودية، فهؤلاء الأفاقون يزدادون حماقة، ومقابل ذلك يرتفع مواطنو المملكة العربية السُّعُودية تماسكاً وصلابة وإصرارًا على تحقيق مراد الله بأن البيت آمن لضيوف الرحمن القاصدين. أمّا الأشقياء فيكفيهم وصف الله تعالى لهم ولأفعالهم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).

مسارات

قال ومضى

ليس على الخصوم وسوم.