تبنى الأوطان بسواعد أبنائها وتُعمر، وتكبر وتنتعش وتتقدم بهم، وهم من يدافع عنها ويحمونها في السلم والحرب، وهم من يقف على أمنها وحراسة حدودها والمحافظة على أرضها، والسهر على راحة ساكنيها، الأوطان تبقى شامخة قوية حين يقف هؤلاء الأبناء ضد كل معتدٍ تسول له نفسه الإضرار بممتلكاتها أو يعمل على إيذاء من يقطن عليها، قوانين عرفت على مر العصور والأزمنة بين كل الأمم وفي كل الأوطان، وهذه القاعدة تنطبق على وطننا الغالي المملكة العربية السعودية والتي يرى قادتها أن الوطن يبقى ويكبر ويبنى بسواعد أبنائه في منهج يحرص على تعليمهم وتطويرهم وتدريبهم والعمل على كل ما من شأنه أن يصل بنا إلى هذا الهدف الاسمى «حماية الوطن».

خبر أثلج الصدور وفرحت له القلوب هو ما صدر قبل أيام وبعد 67 عاماً تم تحول كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة إلى جامعة الدفاع الوطني وهي الجامعة التي تكمن رؤيتها بحلول عام 2030م جامعة رائدة ومتميزة إقليمياً من أجل إعداد وتأهيل القادة العسكريين والمدنيين في مجال الدفاع والأمن الوطني، من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية فعالة ومبتكرة لتعزيز مصالح المملكة العربية السعودية.

إن هذا التطور والتغيير يأخذ التعليم العسكري إلى خانة أعلى في مجال الدفاع الوطني يؤدي إلى تحقيق التميز الأكاديمي والمهني داخلياً وخارجياً ويجعلنا نحلق بل ونصل من سبقونا في هذا المجال، وهو يعمل على تخريج محترفي أمن وطني من أبنائنا، وستكون الجامعة مركز الأبحاث العلمية في مجالات الدفاع والأمن، وإضافة إلى تخرج صناع قرار في المستويين التنفيذي والإستراتيجي، كما من أهداف الجامعة تنظيم الفعاليات التثقيفية والتوعوية في مجال الأمن الوطني.

تتكون جامعة الدفاع الوطني كما أعلنت وزارة الدفاع عن عدد من الوكالات والمراكز الكليات والتي تهدف إلى أخذ منسوبي الجامعة إلى درجة من التقدم في تقديم الخدمات التنفيذية العسكرية والقيادة والأركان المشتركة إلى شؤون الحرب والدراسات الإستراتيجية وتطوير القادة في هذه المنظومة العسكرية الدفاعية الكبرى والتابعة للوزارة.

إن برامج جامعة الدفاع الوطني والتي أعلن عنها في درجات الدبلوم والماجستير وهي في التخصصات التالية: الماجستير في الدراسات الإستراتيجية والماجستير في العلوم العسكرية إضافة إلى عدد من الدبلومات في مجال الأمن الوطني والقيادة الإستراتيجية والقانون الدولي والإنساني ودبلوم الدراسات الإعلامية ودبلوم بناء السيناريوهات واستشراف المستقبل ودبلوم التحليل الجيوبولتيكي للبيئة الدولية، إضافة إلى تقديم عدد من الدورات التدريبية في المجال العسكري.

إن جامعة الدفاع الوطني هي صرح علمي عسكري متطور يعمل من أجل قادم الأيام لمستقبل تعليمي أكاديمي احترافي يؤهل منتسبيه إلى حياة مهنية عسكرية تقوم على أسس علمية أكاديمية وليكمل ما بدأ قبل 67 عاماً مع كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة، إن تدشين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع جامعة الدفاع الوطني وإعلان مسماها الجديد يضفي على الجامعة المكانة التي يجب أن تكون فيها في منظومة العمل العسكري المميز والتي تحظى بها من قبل قيادتنا الرشيدة والتي تعمل دائماً وأبداً من أجل هذا الوطن العظيم.