«من لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله».. من منطلق هذه القاعدة تولدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، هذه المواضيع التوثيقية نرفع من ورائها شعار «كي لا يضيع تاريخنا الرياضي»، فأصداء الذاكرة هي مجموعة أسباب تتطلب منا أن نسجل جزءاً من مرحلة مهمة تمثل مسيرة إعلامية رياضية تستحق الإشارة إليها، لما لها من ارتباط بواقعنا الرياضي والإعلامي والمهني والشخصي وأراها تتعلق بالتوثيق الذي للأسف نفتقده كثيراً، على الرغم من بعض المحاولات، راجياً تبني مثل هذه الذكريات عبر المؤسسات الوطنية كالأرشيف والمكتبة الوطنية والهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية، وهي المحطات الرئيسية في مسيرة وحياة مجتمعنا الرياضي، الذي يؤمن بمدى أهمية التواصل بين الأجيال، فما وصلت إليه الدولة من تقدم وعمران سبقته عقود من البناء والعمل والجهد، أقدم عليها أبناء الإمارات وسط ظروف بالغة الصعوبة، حققوا فيها نجاحات ظهرت من قبل بداية نشأة الدولة.

وعلى مدى إجازة عيد الأضحى المبارك، تذكرنا أيام الزمن الجميل رياضياً من مسيرة العطاء لأحد أكبر أندية الوطن العربي وهو الأهلي المصري، عندما زارنا في الإمارات وكان رئيس النادي وقتها الفريق محمد مرتجي، ومدرب الفريق كان محمد عبده صالح الوحش، ومديراً للكرة «المايسترو» صالح سليم قبل أن يتولى رئاسة أكبر الأندية العربية، خصوصاً وأنه لاعب ورياضي على مستوى عال من المعرفة والثقافة، وهذا هو سر نجاح الأندية الكبيرة، ونطرح بعض النماذج والذكريات كرسالة لمن يهمه الأمر، وأتمنى أن نعرف مدى أهمية دور رؤساء مجالس إدارات الأندية، ومن الضروري أن نحافظ عليها ونقوم بتطبيقها، فالعلاقات الاجتماعية والإنسانية جزء مهم في مرحلة العمل في علاقتنا الرياضية اليوم، جميل أن نسمع بين فترات متباعدة عن مبادرات من بعض مؤسساتنا الرياضية وحتى أفراد من الرياضيين، لتوثيق تاريخهم الرياضي كأفراد ومؤسسات.. وهي بلا شك ضرورية لمجتمعاتنا، وفي الحقيقة فإن المهمة ليست سهلة، فهي توثيق تاريخ مضى عليه أكثر من نصف قرن من الزمن، نعم نحن ننظر إلى الماضي بنقائه وأنهم كانوا نموذجاً صادقاً للتضحية في العطاء في مرحلة مهمة من مراحل التطور الذي نعيشه.. والله من وراء القصد.